صادم عدن تغرق في الظلام 13 ساعة مقابل ساعتين إنارة فقط مليون مواطن في محنة

في مشهد مروع يكشف عمق الكارثة الإنسانية، تغرق مدينة عدن في ظلام دامس لمدة 13 ساعة مقابل ساعتين إضاءة فقط - نسبة تشغيل لا تتجاوز 13% من اليوم! هذا الرقم المرعب يعني أن مليون نسمة يعيشون في ظروف أقسى من حصار لينينجراد، بينما تسجل محافظتا أبين ولحج رقماً قياسياً مأساوياً: 60 يوماً متواصلاً في الظلام الكامل - أطول انقطاع كهرباء في تاريخ اليمن الحديث.
أم محمد، الأم لثلاثة أطفال في حي كريتر، تروي مأساتها: أضطر لشراء الثلج يومياً بـ 2000 ريال لحفظ طعام أطفالي، وأسهر معهم حتى الفجر هرباً من حر البيت الخانق. المشهد في عدن يشبه مدينة أشباح بعد غروب الشمس، حيث تعتمد المستشفيات على الشموع، والشوارع تصبح مهجورة تماماً. مصادر في كهرباء عدن تؤكد أن محطة الرئيس الوحيدة التي تعمل بـ 65 ميجاوات فقط تحمل عبء مدينة تحتاج 400 ميجاوات، بينما جميع محطات الديزل والمازوت متوقفة تماماً بسبب نفاد الوقود.
هذه الكارثة ليست وليدة اللحظة، بل تراكم سنوات من الإهمال المتعمد والحرب المدمرة التي حولت الجنوب اليمني إلى منطقة منكوبة. د. عبدالله الكهربائي، خبير الطاقة اليمني، حذر منذ عامين من هذا الانهيار: كنا نعلم أن الشبكة ستنهار، لكن لم نتوقع هذا التدهور السريع والمرعب. المقارنة صادمة: حتى في الحروب العالمية كانت المدن المحاصرة تحصل على كهرباء أكثر مما تحصل عليه عدن اليوم!
التأثير المدمر يطال كل جوانب الحياة: أحمد التاجر في سوق كريتر فقد 70% من تجارته بسبب تلف البضائع، والمستشفيات تعجز عن تشغيل أجهزة الإنعاش، والأطفال يعانون من الجفاف والحر القاتل. المهندس سالم الجنوبي، الذي يعمل تطوعياً على صيانة مولدات الأحياء، يحذر: الوضع خارج السيطرة تماماً، ونحن نشهد نزوحاً جماعياً صامتاً من المدينة. فرص الاستثمار في الطاقة الشمسية والبطاريات تشهد طفرة، لكن هذا لا يحل الأزمة الإنسانية الطاحنة.
عدن، التي كانت يوماً عروس البحر الأحمر، تحولت إلى مدينة تعيش في القرن الوسط بتقنيات القرن الواحد والعشرين المعطلة. مع استمرار الصمت الحكومي المريب وغياب أي حلول إسعافية،
ارسال الخبر الى: