صادم 60 من الأسر اليمنية تتسول للطعام والحكومة تكشف أسوأ أزمة منذ 2015

في تطور مدمّر يهز اليمن، يواجه 135 مليون دولار شهرياً من الرواتب المستحقة خطر الضياع الكامل، بينما تعيش آلاف الأسر الحكومية كابوساً حقيقياً لا ينتهي. في أسوأ أزمة مالية تشهدها البلاد منذ 2015، تتضور العائلات جوعاً في انتظار رواتب قد لا تصل أبداً، بينما كل يوم تأخير يعني مئات الأسر الجديدة تنزلق إلى هاوية الفقر المدقع.
آلاف الموظفين الحكوميين في عدن والمحافظات الجنوبية يعيشون مأساة حقيقية، حيث لم يتلقوا رواتبهم منذ أشهر طويلة. أحمد المحمدي، موظف في وزارة التعليم بعدن، يروي معاناته: لم أتلق راتبي منذ 4 أشهر، اضطررت لبيع أثاث منزلي لأشتري الطعام لأطفالي الثلاثة. من أصل 368 مليون دولار دعم سعودي مرصود، وصل فقط 90 مليون، بينما 278 مليون دولار معلقة - مبلغ يعادل ميزانية دولة كاملة لثلاثة أشهر.
الأزمة لها جذور عميقة تمتد منذ بدء الحرب في 2015، حين انقسمت البلاد وتشتت مواردها بين قوى متصارعة. د. فارس النجار، المستشار الاقتصادي، يكشف أن فاتورة الأجور تبلغ نحو 83 مليار ريال شهرياً، بينما النفقات العامة لعام 2024 وصلت إلى تريليوني ريال، غُطي منها 60-70% فقط. مسؤولون في البنك المركزي يؤكدون أن الحكومة تواجه أسوأ أزمة مالية منذ بدء الحرب، مشبهين الوضع بانهيار جليدي يجرف كل شيء في طريقه.
المأساة الحقيقية تكمن في التأثير المباشر على المواطنين العاديين. فاطمة علي، أم لخمسة أطفال، تحكي بحزن: زوجي موظف حكومي، آخر راتب تسلمه كان منذ 6 أشهر، نأكل وجبة واحدة في اليوم. وفقاً للمرصد الاقتصادي اليمني، أكثر من 60% من الأسر في مناطق الحكومة والحوثيين اضطرت للجوء لآليات تكيف سلبية مثل التسول لتأمين الغذاء. الوضع أصبح أشبه بمريض يحتاج نقل دم فوري، بينما المانحون يتجادلون حول الإجراءات.
الأرقام الصادمة واضحة: 135 مليون دولار شهرياً عجز مستمر، 278 مليون معلقة في المنح، و60% من الأسر تعيش على التسول. الأشهر القادمة ستحدد مصير اليمن نهائياً - إما الإنقاذ السريع عبر تنفيذ الإصلاحات المالية الشاملة،
ارسال الخبر الى: