شوكة في خاصرة الرضى الإسرائيلي

٤٨ مشاهدة
قبل أول هجوم صاروخي إيراني على مواقع إسرائيلية أطلق محللون عديدون في إسرائيل العنان لأفكارهم وبدأوا يطرحون عدة أسئلة عن واقع دولتهم اليوم وعن صورتها وصيرورتها وعما يوصف بـالإرث الرئيسي الذي ستخلفه الحرب على قطاع غزة إثر عملية طوفان الأقصى وما تسببت به من تطورات في جبهات أخرى تحولت إلى حربية ضد إسرائيل سيما التطور الحاصل في الجبهة الشمالية مع لبنان وآل بعض هذه الأفكار إلى استنتاجات بالرغم من أن الحرب على غزة لم تضع أوزارها بعد وهي مستمرة مع تغير مرحلتها وأسلوبها ويمكن القول إن الاستنتاج الأكثر ثبوتا أن الفكرة القائلة إن الحروب التي ستخوضها إسرائيل سيما بعد حرب الخليج الثانية 2 8 1990 29 2 1991 ستكون متعلقة أكثر من أي شيء آخر بالجبهة الداخلية والتي كانت بمثابة نبوءة عقب تلك الحرب أصبحت واقعا تجسد على نحو فعلي مثلا في حرب 2006 على لبنان وفي الحروب ضد قطاع غزة منذ ذلك العام أيضا وفي حين أن كل هذه الحروب حتى الحالية تأدى عنها ضرر جسيم لجبهة الطرف الثاني الداخلية سواء اللبناني أو الفلسطيني فإن الحرب الحالية ترتب عليها ولأول مرة ضرر ما زال مستمرا للجبهة الداخلية الإسرائيلية وخصوصا في منطقتي الحدود مع غزة ومع لبنان ومثلما كتب أحد هؤلاء المحللين في صحيفة معاريف الإسرائيلية أمس 16 4 2024 عايشت المستوطنات الإسرائيلية في منطقتي الحدود مع قطاع غزة ولبنان طوال الوقت واقعا أمنيا شديد الصعوبة والتعقيد ولكن أيا من سكان هذه المستوطنات لم يطرأ على باله يوما أنه سيأتي وقت تكون فيه حاجة إلى إجلاء مئات ألوف الناس من بيوتهم وبرأيه نجحت كل من إيران وحزب الله وحركة حماس في نقل الحرب إلى الجبهة الإسرائيلية الداخلية على الرغم من الثمن الباهظ الذي تقوم إسرائيل بتدفيعهم إياه وهو يشدد على أن أيا من سكان المستوطنات الشمالية الذين جرى إجلاؤهم لم يعد إلى منزله وهم لا يعلمون متى سيعودون وفي خضم ذلك كله يعرب الكاتب عن اعتقاده بأن من شأن هذه الحقيقة وحدها أن تسخف كل القادة السياسيين والعسكريين الذين يصورون الحرب الحالية انتصارا لإسرائيل ولعله ليس من قبيل المصادفة أن الكتابة في شأن الجبهة الإسرائيلية الداخلية تزامنت مع حالة الرضى عن الذات إزاء نتائج الهجوم الصاروخي الإيراني فالتذكير بالوضع القائم في المنطقة الشمالية هو بمنزلة شوكة في خاصرة هذا الرضى هذه الشوكة هي التي سبق أن جعلت المحلل العسكري لقناة التلفزة الإسرائيلية 13 يعتمد عنوان نضيع الشمال لتعليقه المنشور قبل نحو شهر واعتبر فيه أن الدولة أباحت الشمال والعنوان نفسه نضيع الشمال اعتمده ملحق يديعوت أحرونوت الاقتصادي أمس مشيرا إلى أن سكان الشمال تلقوا أوامر إجلاء من أماكن سكنهم قبل أكثر من نصف عام ولم يكلف أحد من المسؤولين نفسه عناء تبليغهم متى يتوقع أن يعودوا وأورد الملحق الإحصائيات التالية يبلغ عدد السكان الذين ما زالوا خاضعين لأوامر إجلائهم عن بيوتهم في الشمال منذ أكثر من نصف عام 63 ألفا وأعلن 40 منهم أنهم لا ينوون العودة إلى الشمال إطلاقا وبدأوا ببناء حياة جديدة بعيدة عن مكان سكنهم الأصلي ووصل عدد البيوت والمباني في الشمال التي لحقت بها أضرار من جراء إصابتها على نحو مباشر بالصواريخ والقذائف التي جرى إطلاقها من جنوب لبنان في اتجاه مستوطنات الشمال إلى 400 وكذلك لحقت أضرار بمئات البيوت والمباني بسبب شظايا الصواريخ والقذائف التي جرى اعتراضها من أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية وإسقاطها فضلا عن أن 15 ألف تلميذ وطفل تركوا المدارس والأطر التربوية الأخرى وانتقلوا إلى بدائل مؤقتة ونسبة غيابهم عنها مرتفعة جدا وهذا كله من دون حساب الدمار الكبير الذي لحق بالشوارع والأرصفة والبنى التحتية إلخ

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح