شو بتفرق حين يهجرون أحلامهم

108 مشاهدة

شو بتفرق إذا كنت حافظاً أو مستوعباً؟ إذا كبرت أو نضجت؟ إذا كنت تُهرِّب أو تُهجَّر؟ إذا كنت وطنياً أو طائفياً؟ إذا أعطيتَ رأيك أو انتخبت؟ وإذا كانت المرأة فاعلة وهي نصف المجتمع، فهل ينصفها المجتمع؟

الجواب ليس شعاراً عابراً، بل محور مسرحية شو بتفرق؟ للمخرج عصام أبو خالد، التي تُعرض على خشبة مسرح تورنسول في بيروت، وتدعو الجمهور إلى مواجهة صريحة مع الذات. فكل خيار يترك أثراً، وكل تفصيل يحدد مصيراً: أن تكون حافظاً بلا فهم يعني تسليم عقلك للآخرين، وأن تكبر بلا نضج يعني تكرار أخطاء الماضي. إن اختيارك بين الطائفية والمواطنة، وبين العنصرية والإنسانية، يحدد ما إذا كان المجتمع سيغلق على نفسه أو يفتح نافذة على العدالة. كما يبرز العمل أن غياب المرأة عن الفعل لا يعني غياب نصف المجتمع فقط، بل تعطيل إمكان النهوض كله.

من هنا تتشعّب الحكايات. فالمسرحية تُبنى على أصوات يومية لشباب اجتمعوا في الصف الثالث الثانوي، وكل واحد يحمل قصة مرتبطة بالحرب. يقف شاب سوري ليروي كيف تحوّل من شخص متعلّم إلى عامل بناء في لبنان، بينما يختبر آخر، نصفه سوري ونصفه لبناني، عنصرية مزدوجة: مرة يُقلَّل شأنه لأنه لاجئ، ومرة يُخفَّف الحكم عنه بجملة ما مبَيَّن عليك سوري بسبب لون عينيه. وفي المقابل، تظهر فتاة صامتة تكتفي بتأركَل الأركيلة، لتجسّد الحضور الغائب لكل من صودرت منهم فرصة الكلام. وفي لحظة الذروة، يُطلَب من الجميع رواية قصصهم للأجانب طلباً للتعاطف، لكن المشهد ينقلب إلى سخرية حين يُختار أجمل واحد ليكون المتحدث باسمهم، كأن المعاناة لا تُقاس إلا بمدى جاذبية صاحبها.

كل حقيبة موضوعة على جانب الخشبة تبدو رمزاً لرحيل قسري

الصورة البصرية للعرض تحمل دلالاتها الخاصة: خشبة شبه فارغة، مقاعد دراسية خشبية، وطلاب يجلسون في مشهد يحاكي قاعة فصل دراسي حقيقية. لكن الفصل الدراسي هنا ليس للتعليم بل للتساؤل السياسي والاجتماعي، حيث يتحوّل الحاضر إلى مرآة الماضي والمستقبل. كل حقيبة موضوعة على جانب الخشبة تبدو رمزاً لرحيل قسري جديد، وكل التفاتة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح