شهادات عن مجزرة مخيم النصيرات أهالي الشهداء يعيشون الصدمة والسكان يتحدثون عن يوم أشبه بـ القيامة
٦٦ مشاهدة
4مايو/القدس العربي
لا تزال آثار مجزرة مخيم النصيرات التي راح ضحيتها 210 شهداء ومئات الجرحى، حاضرة في كل أركان المخيم، فلا توجد حارة أو زقاق إلا وقد تأثر من العملية.
ومع بزوغ شمس اليوم الثاني للمجزرة، بدأ أهالي المخيم بزيارة ذوي الشهداء، الذين دفنوا عصر أمس على عجل، بسبب الاستهدافات الإسرائيلية، حيث استمرت مدفعية الاحتلال في قصف مناطق كثيرة وسط القطاع، رغم انتهاء العملية البرية الخاطفة.
ولم يتمكن أهالي الشهداء من فتح بيوت عزاء كاملة، واكتفوا باستقبال المعزين أمام منازلهم، وقلوبهم تنفطر حزنا على ذويهم الذين غيبتهم صواريخ ورصاص جيش الاحتلال إلى الأبد، ومن بينهم أطفال لم يكونوا قد أنهوا طعامهم، وآخرون كبارا قضوا وهم يجهزون الطعام، في مشاهد وثقتها هواتف الأهالي.
من بين العوائل المكلومة في المخيم كانت عائلة شلط، والتي فقدت في غارة إسرائيلية على أحد منازلها 30 من أفرادها دفعة واحدة، جرى انتشالهم من تحت الركام. ويقول محمد الذي فقد هذا العدد من أبناء عمومته: “ما كنتش متخيل (لم أكن أتوقع) يصير فينا هيك”، ويضيف: “في لحظة انتهى كل اشي واستشهدوا”، وقد كان لهذا الشاب ارتباط وثيق بأبناء عمومته الذين كانوا يقاربونه في العمر.
أما أبو كريم مزهر، والذي فقد نجله البكر، فقد جلس يستقبل المعزّين وهو يذرف بين الحين والآخر دموع الحزن على طفله، ويستذكر اللحظات الأخيرة التي قضاها معه قبل المحزرة.
كان نجله ابن الـ12 عاما يلهو في شارع قريب من المنزل برفقه عدد من أقرانه حين استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي منزلا قريبا، ليسقط أكثر من 20 شهيدا بينهم أطفال ورجال مسنون.
ويقول إنه لم يصدق خبر استشهاد ابنه حين أُبلغ بذلك من قبل الجيران، فيما اضطر أصدقاؤه للبقاء إلى جواره في اليوم الأول حتى حلول الظلام، لمواساته والتخفيف من ألم الحزن، لكنه يؤكد أن الليلة الأولى التي مضت بدون نجله كانت شديدة الظلام.
وفي مقبرة النصيرات، والممتلئة بشكل كامل بالموتى، إذ لم يعد بها متسع كغيرها من مقابر غزة، اضطر القائمون عليها لحفر قبر
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على