شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين شغف بالألقاب العلمية
٤٦ مشاهدة
واصل ساسة العراق والمسؤولون في الأحزاب النافذة في البلاد التسابق للحصول على الألقاب العلمية وتحديدا الدكتوراه باعتبارها إضافة للوجاهة الاجتماعية والسياسية وفق اعتقادهم ولأن الحصول على الشهادات العليا في العراق صعب وبحاجة إلى إجراءات روتينية ومؤهلات علمية وتفوق في معدل الدرجات مع تنافس حاد بين الطلبة وجد هؤلاء الساسة سهولة في الحصول على لقب الدكتوراه في جامعات لبنان وإيران وروسيا وقبرص والهند علما أن شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين أفقدت وفق مراقبين الشهادات العليا قيمتها وزادت نسبة هؤلاء الساسة خلال السنوات الأخيرة جراء سهولة الحصول على الشهادات العليا من دول الجوار خصوصا من إيران ولبنان رغم أن العراق كان قد ألغى الاعتراف بعدد من جامعات تلك الدول لكن يبدو أن بعض الساسة غير مهتمين بالاعتراف بقدر اهتمامهم بالحصول على لقب الدكتوراه في موازاة ذلك أوصل التنافس بين جامعات عديدة في لبنان والهند وإيران وروسيا على خفض الأسعار للطلاب العراقيين بجامعات حديثة في مدن قم وطهران ومشهد الإيرانية إلى منح شهادة الماجستير لقاء مبلغ ثلاثة آلاف دولار أميركي فقط وخمسة آلاف لشهادة الدكتوراه فيما قبلت بعض الجامعات الإيرانية عدم حضور الطلاب إلى الحرم الجامعي لكنها ألزمتهم بالحضور الإلكتروني وبالتالي فإن سفر الطالب العراقي إلى إيران أو غيرها مقتصر على مرة واحدة وهي في يوم مناقشة رسالة الماجستير أما بقية تفاصيل الدراسة والأمور المالية واللوجستية فهي عبر مكاتب تعقيب في العراق شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين وخلال الأعوام الماضية حصل عدد من الساسة على ألقاب علمية من جامعات مختلفة وسط شكوك بشأن الفترات الدراسية التي قضوها هناك ولا سيما أنهم كانوا غائبين عن الجامعات بل إنهم قبل إعلان حصولهم على الشهادات مارسوا أعمالهم ونشاطاتهم في بغداد ومناطقهم الأصلية مسؤول في وزارة التعليم العالي 500 من الساسة والقضاة والإعلاميين حصلوا على الدكتوراه خلال أربعة أعوام وكشف مسؤول في وزارة التعليم العالي العراقية عن حصول ما لا يقل عن 500 سياسي ومسؤول حكومي وحتى على مستوى قضاة ومستشارين وبعض مشاهير الإعلام المحلي من مقدمي برامج الحوارات السياسية اليومية خلال السنوات الأربع الأخيرة على شهادات الدكتوراه غالبيتها كانت من بيروت وطهران وأضاف في حديث لـالعربي الجديد أن جزءا كبيرا من هؤلاء ناقشوا أطروحات الدكتوراه وحتى الماجستير عن بعد ولم يذهبوا إلى مقر الجامعة التي منحتهم الشهادة وحول الحصول على شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين لفت المسؤول الذي طلب عدم الإفصاح عن هويته إلى أن ساسة العراق انتبهوا إلى الشهادات العليا والألقاب العلمية خلال السنوات الماضية بوصفها جزءا من الوجاهة السياسية والاجتماعية بالإضافة إلى كونها مؤهلة للحصول على المناصب المهمة في الدولة وأوضح أن الألقاب العلمية يمكن الحصول عليها من جامعات إيرانية ولبنانية من دون تعب بمقابل مالي لا يتجاوز عشرة آلاف دولار مضيفا أنه خلال الأعوام الماضية تمكنت أعداد كبيرة من السياسيين من الحصول عليها بعضهم أعلنوا عنها وبعضهم أخفاها جراء احتمال تعرضهم لهجمة إعلامية وقررت السلطات العراقية وفي عام 2021 إلغاء الاعتراف بثلاث جامعات لبنانية بسبب عدم التزامها بمعايير الرصانة العلمية إلى جانب 27 جامعة إيرانية من قائمة الجامعات التي كان معترف بشهاداتها متخذة سلسلة من القرارات الصارمة في نظام التقييم الخاص بها حول الجامعات وتواصلت العربي الجديد مع عدد مع طلبة الدراسات العليا في جامعات إيرانية ولبنانية وقالوا إن هناك عددا من المديرين العامين والساسة العراقيين تقدموا للدراسة لكنهم في الحقيقة غير موجودين وأحيانا قدموا إلى الجامعات لغرض استكمال إجراءات معينة وبسيطة ثم غادروا فيما ادعوا أن دراستهم عن بعد وأوضح أحد الطلبة وهو في جامعة لبنانية أن الهدف من نيل شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين هو الحصول على المناصب والوجاهة أو الترقية الوظيفية من خلال الشهادات العليا فقدان قيمة الشهادة العليا من جهته شدد رئيس مركز عشتار العراقي المعني بدراسات الديمقراطية محمد علوية على أن كثيرا من الشخصيات الاجتماعية والسياسية البارزة اتجهت إلى إكمال دراساتها العليا من بعض الجامعات الإقليمية ذات المعايير التعليمية المتدنية والشهادات سهلة الحصول مقابل الأموال لغرض نيل الألقاب العلمية الذي يكمل الوجاهة والمكانة الاجتماعية على حد اعتقادهم وأوضح في حديث لـالعربي الجديد أن هذه الظاهرة أدت إلى فقدان قيمة الشهادة العليا محمد علوية ظاهرة شهادات الدكتوراه للسياسيين مكملة لظواهر التشوه في المجتمع وأضاف علوية أن ظاهرة شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين أضحت مكملة لظواهر التشوه الحاصلة في القيم والمفاهيم والعناوين المنتشرة في المجتمع العراقي حيث الاهتمام بالصورة الخارجية وتسويقها وإهمال الفحوى والمضمون ومدى قدرته على تشكيل قيمة مضافة واعتبر أن الظاهرة انعكست على معاناة حملة الشهادات العليا الحقيقية لكونها قد أعطت انطباعات ذهنية سيئة عن الكثير من حملة الشهادات العليا في العراق أما وليد حاتم وهو طالب دكتوراه في جامعة بغداد فقد لفت في حديث لـالعربي الجديد إلى أن الواقع ملخص اليوم بأن الطالب العراقي قضى سنين من المعاناة مع المناهج والحصول على المصادر لأجل كتابة الرسائل والأطروحات وفي النهاية وجد آخرين قد حصلوا على شهاداتهم وألقابهم العلمية بسهولة ولا سيما أن جامعات في إيران ولبنان صاحبة مكاتب مهمتها كتابة البحوث وتنفيذ احتياجات الطالب مقابل مبالغ مالية وعن شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين أوضح أنه سمعنا عن نواب وزعماء أحزاب ووزراء وحتى قضاة حصلوا على لقب الدكتوراه بالمال وليس بالتعب وأضاف أن الدراسة في الخارج وتحديدا في الدول التي استغلت العراقيين وأموالهم وقدمت لهم الشهادات بالجملة أثرت على واقع التعليم في العراق لأن حصول بعض المسؤولين على مناصب هامة في الدولة أصبح مقرونا بغياب عقلية علمية ونقدية وكذلك فإن الآخرين الساعين لمناصب أساتذة في الجامعات العراقية فهم أيضا بلا عقلية علمية وكل ذلك ذو تأثير على مستقبل العراق هاشم حسن يريد بعض السياسيين شراء الشهادات من الخارج من دون دوام أو امتحان بدوره تحدث العميد السابق لكلية الإعلام في جامعة بغداد هاشم حسن عن شهادات الدكتوراه للسياسيين العراقيين إذ أشار إلى وجود ما وصفه بـ شراهة من قبل الساسة العراقيين للحصول على الامتيازات ومحاولات للاستحواذ على كل شيء واعتبر في حديث لـالعربي الجديد أن هذا الأمر بحكم سياسة المحاصصة المعمول بها فكل دورة برلمانية وحكومية لها امتيازات ودرجات خاصة لنهب كل شيء مضيفا أن الدراسات الأولية الجامعية انهارت بتوسيع التعليم الأهلي والاستثمارات فيه ومنح شهادات لخريجي الدراسة المهنية والإسلامية أما بالنسبة للدراسات العليا فقد أشار حسن إلى أنها كانت حصرا للمتميزين لكنها حاليا أصبحت ضمن الامتيازات السياسية إذ إن هدف بعض السياسيين شراء الشهادات من الخارج من دون دوام أو امتحان وأوضح أن هناك إمكانية للقول إن أغلبها شهادات غير شرعية وغير مستوفية شروطها الأكاديمية وهي استغلال للمنصب معيب وانتحال صفة يؤدي إلى انهيار قيمة الشهادات العليا بل فضيحة وخراب لكل ما شيدته الأجيال من رصانة وتقاليد علمية