شريط ترويجي لـ مهرجان كارلوفي فاري دل تورو يسخر بمرارة مضحكة
٧٨ مشاهدة
جانب من كل مهرجان يغري أحيانا بكتابة نقدية عنه لكونه مرافقا أيام دورته السنوية أفلام مختارة سؤال آلية اختيارها مكرر والإجابة عنه لن تكون حاسمة أبدا فلكل مهرجان منطق خاص به يلتزم هدفا ومبدأ ونمط تفكير فني وجمالي وثقافي وسياسي غالبا وجغرافي أحيانا تغري مواضيعها أو أسماء صانعين لها لمشاهدتها التي المشاهدة تعين وحدها على كتابة نقدية أما الجانب المذكور فتفاصيل ينتبه إليها مهتمون ومهتمات ويتغاضى عنها هناك عدم انتباه إليها أيضا آخرون وأخريات مع أنها تشكل جزءا من البناء العام للمهرجان الدورة 58 28 يونيو حزيران ـ 6 يوليو تموز 2024 لـمهرجان كارلوفي فاري السينمائي الدولي تحث على تنبه إلى مسائل بعضها معروف سابقا وبعض آخر ينضوي في إطار متغيرات شكلية أحد أبرز تلك المتغيرات غياب العرض اليومي في العروض الصحافية كلها على الأقل لأشرطة يفترض بمدة كل واحد منها ألا تتجاوز 90 ثانية تصور عاملين وعاملات في السينما التشيكية والغربية يفوزون في دورات سابقة بجوائز أساسية الأشرطة إنتاج مشترك بين إدارة المهرجان ووزارة الثقافة التشيكية ترتكز أساسا على سخرية بديعة من تلك الجوائز بأساليب مختلفة تثير ضحكا وتكشف جمالا سينمائيا في تكثيف درامي لنكتة ساخرة لعل هدف الإدارة والوزارة يتناقض كليا معها فالفائز ـ الفائزة يبدوان غالبا غير مهتمين بتمثال الكريستال رمز المدينة أو أنهما يضطران إلى التضحية به للنفاد من موقف ـ حالة طارئ في الدورة 58 يلغى عرض أشرطة كهذه في العروض الصحافية لكن إدارة المهرجان ترسل رابطا إضافة إلى صور ومعلومات صحافية عن شريط جديد يخرجه التشيكي إيفان زخرياش مع الممثل الأميركي الإسباني بينيثيو دل تورو الفائز بـجائزة رئيس المهرجان ـ 2022 البنية الأساسية ثابتة أولا على الشخصية المختارة أن تروي حكايتها مع الجائزة والمدينة والمهرجان بتكثيف درامي وسردي إما بصوتها والسرد يقول انفعالا وتفكيرا وارتباطا بتلك الثلاثية الجائزة والمدينة والمهرجان التي يضاف إليها تمثال الكريستال طبعا رمز الجائزة الخاصة بمهرجان تلك المدينة وإما بمسار حكائي للحاصل معها ثانيا اختيار الأسود والأبيض غالبا في سرد الحكاية أو الألوان وهذا بحسب ما يرى في الشخصية السينمائية وبيئتها الجغرافية والاجتماعية والتركيبة النفسية والعقلية والروحية التي تصنعها مع دل تورو يصبح البوح الذاتي أساسيا وملامح وجهه وحركة جسده وعمق نظرته كفيلة كلها بتقديم المخبأ في ذاته إزاء الحاصل معه لحظة منحه الجائزة يمشي دل تورو حاملا حقيبة صامتا ظاهريا لكن ما يعتمل فيه ينكشف بنبرة الراوي أي هو يتساءل مواربة عن النافع في كل ما يحصل معه إذ يبدأ بوحه بالتالي يوم آخر مدينة أخرى ابتعاد آخر دائما الروتين نفسه عليك أن تفعل هذا كأنه يسخر من الاحتفال الاستعراضي والأضواء والجوائز في المهرجانات كلها قبل أن يقرر دربا مختلفا فيفتح الحقيبة ويظهر التمثال فيوحي دل تورو باستعداد للتحرر منه منهيا المشهد تصوير يان فلتسكي بـطفح الكيل هذا لاحق لإعلان قاس أن أفعل ما علي فعله وأخرج من هنا في 90 ثانية يختزل بينيثيو دل تورو جوهر اشتغاله التمثيلي بما يملكه من معطيات حسية تتمثل بجسد ووجه وملامح ونبرة ونظرة وطريقة سير على القدمين يوحي في هذا الشريط أنه يائس وغير مرتاح وأنه راغب في خلاص من هذا الاستعراض الذي يقول عنه مواربة بأنه ممل يبرز عفوية ومصداقية وإقناعا مع أنه يؤدي هذا الدور تحديدا ببراعة وجمال لإتقانه الحرفي والمهني تمثيلا غير محتاج إلى تمرين فالتراكم الفني والثقافي والجمالي كاف لإنتاج عفوية صادقة مع أن الشريط محتاج إلى تمثيل وهذا يبرع فيه دل تورو رغم أن التعريف الرسمي بهذا الشريط كأشرطة سابقة للممثلين الأميركيين داني ديفيتو وهارفي كايتل وجون مالكوفيتش وجوني ديب والبريطاني جود لو والتشيكيين جوزيف سومر ويرينا بوهدالوفا إلى المخرجين التشيكوسلوفاكي الأميركي ميلوش فورمان والتشيكوسلوفاكية فيرا خيتيلوفا وغيرهم يتمثل بأنه ترويج للمهرجان يشي كل عمل بأن في المخبأ نكتة يراد لها سخرية كوميدية سوداء لا انتقادا بتهكم مرير وقاس