كيف شرعن الإعلام الغربي العدوان الإسرائيلي على لبنان
تورطت مؤسسات الإعلام الغربي الكبرى، بينها واشنطن بوست وبي بي سي ونيويورك تايمز ووول ستريت جورنال ورويترز وأسوشييتد برس، في إضفاء الشرعية على العدوان الإسرائيلي على لبنان، عبر تبني روايات قوات الاحتلال ونشرها من دون تدقيق، وتجاهل الضحايا وتجريدهم من إنسانيتهم، وفقاً لتحقيق موسّع أعده الصحافي الاستقصائي اللبناني حبيب بطّاح مع الصحافيتين أنيا سيزادلو وكريستينا كافالكانتي لصالح موقع مصدر عام (The Public Source).
وفق التعريف الوارد على الموقع، فإن مصدر عام هو مؤسسة إعلامية مستقلة مقرها بيروت، متخصّصة بتغطية الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي أصابت لبنان منذ تطبيق السياسات الحكومية النيوليبرالية في التسعينيات، وتركز على تقديم قراءة سياسية معمقة للواقع من المنظور اليساري.
جولات أكتوبر 2024
تحت عنوان المروّجون الطوعيون لإسرائيل: ما لا يخبرك به الإعلام عند مرافقة الجيش، أشار التحقيق إلى أن المؤسسات الإعلامية التي شاركت في جولات ميدانية نظّمها جيش الاحتلال العام الماضي قدّمت تغطيات اعتمدت بشكل شبه كامل على المصادر العسكرية الإسرائيلية، وخلت من أي مساءلة أو تحقق من الوقائع، ما جعلها أقرب إلى مواد دعائية منها إلى عمل صحافي مستقل. وسلط التحقيق الضوء على الممارسات المتكررة لظاهرة الصحافيين المرافقين للقوات العسكرية (embedding)، إذ تقدم هذه الممارسة بوصفها وسيلة لجمع الأخبار، بينما تساهم عملياً في التغطية على انتهاكات جسيمة. نقل التقرير عن صحافية في بي بي سي مقرها بيروت قولها: عندما يُطلب منا تجاهل السياق وعدم تسمية ما يحدث في غزة بالإبادة الجماعية، فهذا لم يعد صحافة، بل دعاية.
وأكد التحقيق أن مثل هذه الإخفاقات ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة طويلة من الانهيارات المهنية التي عمّقت أزمة الثقة بين الجمهور والإعلام، خصوصاً منذ الحرب العالمية على الإرهاب، إذ تحوّلت تغطية كثير من وسائل الإعلام الغربية للشرق الأوسط إلى أداة تضليل ممنهج.
في أكتوبر/تشرين الأول 2024، رافق وفد مختار من صحافيين عالميين من وول ستريت جورنال ونيويورك تايمز وبي بي سي قوات الاحتلال في جولات ميدانية للقرى الجنوبية اللبنانية، بعد أسبوعين من بدء العدوان. استعرضت
ارسال الخبر الى: