شبح وسيف

15 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

تُعَد الأساطير والحكايات من أصول «الفولكلور» أي «ثقافة الشعوب» المؤثرة في حياتهم. توقظ خيالهم بإشارات تحفيزٍ لتغيير أحوال من يلتقط المغزى؛ وفي أثناء الأزمات والحروب تستعاد للإلهام، وكذلك التسلية بما ترسم من صور الصراع، وتُعَبِّر عن التفاؤل بنهايات سعيدة ينتصر فيها الخير والوئام على الشر والخصام.

بين يدينا مرجعان غنيان، أولهما «أساطير من تاريخ اليمن» للمؤرخ حمزة علي لقمان، منها عن «شبح في صنعاء» حيث سكن رجلٌ من القبائل يدعى «المسعودي» منزلاً يتردد في أرجائه صوت غريب لا يُرى مصدره، لكنه سأل عما يريد صاحب الصوت الذي أجاب أنه يريد إخلاء المنزل لأنه منزله ومنزل أجداده منذ زمن بعيد. أبى المسعودي مغادرة المنزل باعتباره ملكاً موروثاً من أبيه. فعمد صاحب الصوت إلى إفزاعه وإقلاقه لكن المسعودي يستعين بالقرآن والأدعية ويفاجأ أن «الشبح» أُعجِب بكلام القرآن والأدعية وأخذ يرددها.

عُرِضت القضية على الإمام يحيى فكتب يأمر الشبح بترك المنزل وكف الإزعاج لساكنيه ومالكيه، لكن الذي لا يعترف بالإمام أصلاً وبالتالي لا يُبالي برسالته استمر في الصخب والإقلاق. إزاء عناد المسعودي خشية العار أمام القبائل -حسب الحكاية- اتفق معه الشبح صاحب الصوت على بقائهما داخل البيت من دون أن يسبب له الإزعاج. مضت الأيام وتوثقت عرى الصداقة بينهما، حد تلبية مطالب المسعودي وتحقيق أماني أهل بيته. عقب اتفاق أتى في أوانه المحتوم.

يا له من شبحٍ طيب ارتضى التعايش مع الناس وخدمتهم، بعد فترة انتقالية قلقة، لم تنتهِ إلى الانفراد!

ثاني المراجع للأديب المناضل علي محمد عبده «حكايات وأساطير يمنية» خرج بها من صدور جدات القرية إلى سطور المطبوعات العربية لما رآها «لا تقل روعةً ولا تختلف مضموناً ومحتوىً إنسانياً عن حكايات وأساطير شعوب أخرى»، منها حكاية «سيف القاتل» عن خياطٍ فقير اسمه حسن سيف، عُرِف بالبلاهة والخوف، قَلّ أن يدخل دكانه زبون... خطر له أن يتسلى بقتل الذباب فأعلن الحرب عليها، واستخدم سيفاً خشبياً يضربها به. يومياً يحصر ضحاياه من قتلى وجرحى وفارين ويعود إلى زوجته متباهياً بما فعل فتستحيل استهانة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح