شارع اليمنيين في القاهرة شاهد حي أن اليمن بلا رجال  

81 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يمنات

محمد الخامري

بالأمس، قررت الذهاب إلى مايطلقون عليه شارع اليمنيين، بحي فيصل بالقاهرة.. شارع مزدحم وبتفاصيل يمنية خالصة كأنك في سوق الملح بصنعاء او الشنيني بتعز او سوق الطويل في عدن، في ناصية الشارع 3 فتيات يبعن المخبوزات اليمنية الخاصة كاللحوح والملوج والكبانة وحتى كدر الدخن والشعير وغيرها..

اقترب مني أحدهم قال انه يعرفني.. سلم علي وعرفني بنفسه وانه يُحضِّر الدكتوراه في إحدى الجامعات المصرية، أشار إلى إحدى الفتيات البائعات، كانت ملابسها نظيفة أو جميلة مقارنة بالاخريات، رغم ملامحها المتعبة الا انها كانت تبتسم لكل زبون، كأنها تقاوم الدنيا بابتسامة صغيرة لاتريد أن تنكسر، كنت أتأملها بحزن وفخر في آنٍ معاً، تصورتها تحمل شرف اليمن كله في طبق اللحوح الذي أمامها، تشكو إلى الله حالها وحال أسرتها وكيف جار عليهم الزمن كما جار على كل اليمنيين بسبب نخبة فاسدة وقيادات رخوة، دمرت الدولة، وأهانت اليمنيين في أصقاع الأرض.

قال لي؛ هذه بنت فلان.. الأستاذ الجامعي، والوزير سابقاً.. قالها بتشفي واضح، وكأنه يحتفل بسقوط اليمنيين، لا بسقوط دولة أنهكتها الحرب ومزقها الفجور في الخصومة بين فرقاء السياسة والأيديولوجيا.

لم تسمع هي شيئاً، لكنني سمعت مايكفي ليشعل صدري غصة ووجعاً.. شعرت بدوار في رأسي، ليس على وضعها، بل على وضعنا نحن، على هذا الانحدار الذي جعل بعضنا يشمت في جرح اليمني بدلاً من أن يضمده..!!

لحظتها لم أعرف؛ أأبكي على حال تلك الفتاة التي دفعتها الحرب إلى الرصيف، أم أبكي على وضاعة هذا الشامت الذي يجسّد الشرخ الكبير في نفوس اليمنيين، وانحدار الأخلاق والقيم، وضياع ماكان يربطنا كأبناء وطن واحد.

كان ذلك المشهد وحده كافياً ليقول إن اليمن لم يعد اليمن، وأن عشر سنوات من الحرب قادرة على أن تكسر مالم تكسره قرون.

تركت هذا الشاب وذهبت لحال سبيلي ولا أدري لماذا جئتُ إلى هذا المكان الذي نغص عليّ لحظتي وحمّلني الدنيا فوق رأسي.. عشر سنوات واليمن يتشظّى حتى لم يعد فيه مايلملم الروح.. ضاعت أخلاق اليمنيين وقيمهم.. الأب يرفع السلاح

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع يمنات لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح