شاحنة التعرف إلى الوجوه  شرطة لندن تختبر حدود المراقبة الذكية

26 مشاهدة

ازدحم شارع تجاري في منطقة ساتن جنوبي لندن بمشهد لا يشبه يوميات المدينة المعتادة: شاحنة حمراء صغيرة تحمل شعار الشرطة توقفت بثبات عند زاوية الطريق، فوقها صفّ من الكاميرات الدوّارة، وعلى جانبها لافتة تقول بوضوح: التعرف إلى الوجوه المباشر قيد التشغيل. بدت المركبة كأنها غرفة عمليات متنقلة، تعكس شاشاتها حركة المارة لحظة بلحظة.

اقتربتُ من عناصر الشرطة عند الشاحنة التعرف إلى الوجوه حيث كانوا يقفون عند الباب الخلفي لها، ويتوزع فريق بلباس مدني داخل المركبة بين شاشات وأسلاك وأجهزة تبريد تحافظ على دقّة المعدّات. بدا المشهد عملياً بالكامل، وليس عرضاً تجريبياً أو حملة إعلامية، بل كان جزءاً من روتين يومي تقوده شرطة العاصمة. أمام الشاحنة، تحدّثتُ مع الشرطي كيفن براون، الذي كان يرتدي زيّاً مدنياً ويعمل ضمن فريق تشغيل النظام.

قدّم براون شرحاً واضحاً عن آلية عمل تقنية التعرف إلى الوجوه مؤكداً أنّ النظام لا يخزّن وجوه المارّة، ولا يحتفظ بأي بيانات عن الأشخاص الذين يمرّون أمام الكاميرات، بل يكتفي بمقارنة اللقطات المباشرة بقائمة محدّدة لأشخاص مطلوبين أو خاضعين لرقابة قضائية. وفي حال عدم حدوث أي تطابق، تُمحى الصورة فوراً من دون تسجيل أو أرشفة.

/>
شاحنة التعرف إلى الوجوه في لندن (كاتيا يوسف/العربي الجديد)

تحدّث براون عن قدرات الكاميرات التي تفوق ما يتوقعه كثيرون. قال إن النظام قادر على التقاط ملامح الوجه من مسافة قد تصل إلى عشرين متراً أو أكثر، وإن ارتداء النقاب أو الكمامة أو النظارات الشمسية لا يمنع المحاولة، لأن الخوارزمية تعتمد على عناصر تفصيلية في بنية الوجه تتجاوز الجزء المكشوف منه. خلال مراقبة الشاحنة من الخارج، كانت الشاشات الداخلية تُظهر وفق ما شرحه براون تدفّقاً مستمراً لصور الشارع وتنبيهات مرجّحة للتطابق.

وأكّد أن العنصر البشري يبقى حاضراً في كل خطوة، موضحاً: إذا ظهر تطابق محتمل، نخرج ونتحدث مع الشخص أولاً. ليس كل تطابق يعني أن الشخص مطلوب، لذلك نتحقق من ذلك وجهاً لوجه قبل اتخاذ أي خطوة. وعن وجود الشاحنة تحديداً في منطقة ساتن، يشرح

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح