سينما ممنوعة في طرابلس كأن الفيلم وباء

٢٧ مشاهدة
يستحيل الخلاص من الرقابة بأنواعها كلها في بلد يزداد انهيارا في قيم وثقافة ووعي ومعرفة وعلم سطوة الطائفي ـ المذهبي والسياسي والاجتماعي والقبائلي والمليشياوي وإن من دون سلاح أحيانا وهذا أخطر أقوى من تفكير بكيفية تحقيق خلاص كهذا فالرقابة جزء أساسي من تفعيل تلك السطوة والهدف مزيد من تجهيل وتقوقع وانفضاض عن غرب وفي الغرب مصائب يمكن تحاشيها لكن فيه قيما وثقافة ووعيا ومعرفة وعلما يمكن للمهتم والمهتمة الاستفادة منها والرقابة بوصفها نتاج رقابات تلك الجهات وكل جهة أخطر من غيرها في ممارسة سطوتها بالرقابة وبوسائل أخرى أيضا هذه الرقابة ترفض كل ما تظن أنه يمس حضورها وسلطتها أي حضور الجهات المتحكمة بها وسلطاتها تنقض على ما تراه مناسبا لتغطية على أفعال سيئة لها أو كي تهدد وتخيف كي تمنع كل خارج عليها ومنها أحد أبرز ما تظن أنه يمس حضورها وسلطتها أو يستخدم لتغطية وتهديد وتخويف متمثل بفنون وآداب فالأسهل لها مقارعة فن وأدب لأن الفنان والأديب المستقلين عن كل جهة طائفية ـ مذهبية أو سياسية أو قبائلية أو مليشياوية أو اجتماعية غير قادرين على حماية نفسيهما من الجهات تلك الأشرس في مواجهة فرد والأضعف في مواجهة جماعة متحدة في تسلطها على أبنائها وبناتها كلام كهذا مكرر ومع كل فعل رقابي أيا يكن شكله وأسلوبه يستعاد كلام كهذا من دون أن يؤثر الكلام بأحد أو بحالة كأن الرقابة تتباهى خفية بـحرية رأي يقال ضدها لأنها تدري عجز من يواجهها عن تحقيق شيء ينتقص من سطوتها وتسلطها ستقولون ما تريدون لكني سأفعل ما أشاء وهذا فعل يومي لرقابة تصب غضبها على فن وأدب المشكلة أن بعض الفن والأدب المعرض للرقابة غير منتج تجديدا وإبهارا وقدرة على حث مطلوب على إعمال تفكير وتأمل فيتحول الأقل أهمية أو اللامهم إلى نجم ـ بطل في مواجهة الرقابة لأن الرقابة بمنعها أعمالا له ولها تجعلهما نجما ـ بطلا في الدفاع عن ديمقراطية وحرية رأي كلام كهذا متأت من منع إقامة مهرجان لبناني مهتم بالأفلام القصيرة في طرابلس شمالي لبنان في السابع من يونيو حزيران 2024 مهرجان كابريوليه للأفلام يقام سنويا في النصف الأول من يونيو حزيران في بيروت منذ 16 دورة اختياره طرابلس هذا العام متوافق والاحتفال بالمدينة عاصمة للثقافة والمدينة تجهد في الاحتفال رغم عوائق جمة يصنعها سياسيون ورجال دين وجهات متشددة تحول أصلا دون إنقاذ المدينة وناسها من فقر وبؤس وخراب وقهر مع أن للمدينة وناسها تاريخا حافلا في ثقافة وفنون وسياسة وتفكير ونضال واجتماع وعيش أي في حياة طبيعية وجميلة هذا كله مرفوض فقوى الأمر الواقع حاليا تريد المدينة خرابا لتقوية سطوتها على ناس المدينة ولجعلها إياهم وقودا لحروبها ونزاعاتها ومصالحها كلام كهذا مكرر مع أن لا شيء نافع والكتابة الرافضة للرقابة أي للمنع والخنق والتشدد غير مؤثرة البتة كلام متشدد يتفوه به رجل دين كاف لمنع وخنق وتشدد بينما كتابة هادئة تريد قولا مغايرا وفعل واقعي يبغي صنع منافذ تواصل ولقاء ونقاش يرفضان ويمنعان ويحاربان ويخون من يصنعهما أحيانا والتخوين أسوأ آفة وأخطرها عرض أفلام في مدينة تتوق إلى متنفس جميل كالسينما يواجه بشراسة كأنه وباء أو قاتل أما تفشي الفقر والقهر والتقوقع والنبذ والإذلال والتغييب وكم الأفواه والتهجير في تلك المدينة ومدن أخرى فغير مثير لأي رجل دين ولأي رجل آخر نافذ هنا وهناك إن يكن كلام كهذا يكتب في مقالة أو يتردد في لقاء غير مؤثر وغير فاعل فإن كل بيان يصدر ردا على منع وخنق وتشدد غير نافع بدوره باستثناء أنه كالكلام نفسه يبين أن اختلافا لا يزال موجودا في البلد وإن من دون فعالية تذكر لذا يلح سؤال أهناك فعل ميداني يمكنه تغيير الحاصل أم أن هناك اكتفاء بكلام وبيان إذ لا إمكانية لغيرهما بالنسبة إلى رافضي كل أشكال الرقابات الإجابة واضحة لكم ولكن كلام يكتب ويقال وكفى ولنا رقابة باقية إلى أبد السلطات الباقية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح