سيناريو المواجهة المتوقعة في جنوب اليمن
الجنوب أولاين |مريم محمد
يتساءل الكثيرون عمّا ستؤول إليه الأوضاع في جنوب اليمن، لا سيما بعد التصعيد الأخير للمجلس الانتقالي الجنوبي، وسيطرة القوات المسلحة الجنوبية الحكومية على محافظتي #حضرموت و #المهرة، وهما الأكبر مساحة والأغنى ثروة في الجنوب.
إن المتابع لمسار الثورة الجنوبية يلحظ بوضوح كيف بدأت واستمرت حتى وصلت إلى ما هي عليه اليوم؛ فمن مطالب حقوقية رفعها العشرات، تطورت إلى مطالب سياسية واضحة باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة. وبين هذا وذاك، يمتد تاريخ طويل من النضال منذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي عام 2007، مرورًا بإعلان تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، وصولًا إلى السيطرة الكاملة على الأرض الجنوبية بحدود ما قبل عام 1990 في ديسمبر 2025. وخلال هذه المرحلة الطويلة، خاض الجنوب معارك ومواجهات كثيرة، كشفت طبيعة الشعب الجنوبي، ومدى صبره وجلادته في مواجهة المحن والتحديات.
اقرأ المزيد...هذه الثورة، التي نضجت على نار هادئة، ليست إلا نتاج تضحيات جسيمة قدمها شعب الجنوب، سقط خلالها آلاف الشهداء والجرحى، وتعرض كثيرون للاعتقال والتشريد والإخفاء القسري. وقد كانت رائدة الثورات في المنطقة وأكثرها عدالة. فمنذ إعلان الوحدة الاندماجية بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية في 22 مايو 1990، وما أعقبها من انقلاب قادة الحكم في الشمال بقيادة علي عبدالله صالح وحلفائه من جماعة الإخوان المسلمين على تلك الوحدة، دخل الشعب الجنوبي مرحلة قاسية من المعاناة، تمثلت في تدمير مؤسساته، وتسريح كوادره، ونهب أراضيه بالقوة.
وفي 27 أبريل 1994 أُعلنت الحرب على #الجنوب للمرة الأولى، وصدرت فتاوى دينية تكفّر الشعب الجنوبي وتُبيح دماءه، الأمر الذي دفع الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض إلى إعلان فك الارتباط وإنهاء الوحدة في 21 مايو 1994. ومنذ ذلك اليوم، لا يزال الجنوب يدفع ثمن وحدة فُرضت عليه دون أي استفتاء للإرادة الشعبية.
وفي مارس 2015، أعلنت قوى الشمال حربًا جديدة على الجنوب وشعبه، وغزته للمرة الثانية تحت ذريعة مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة. حينها، خرج الجنوبيون إلى جبهات القتال دفاعًا عن أرضهم وكرامتهم، وبدعم
ارسال الخبر الى: