سيمنار المركز العربي إطلالة على تاريخ العلوم في فلسطين

١٠٢ مشاهدة
يسعى مبحث تاريخ العلوم إلى دراسة تاريخ المعارف العلمية وتفاعلها مع المجتمع والثقافة وهو حقل منتشر في جامعات العالم بيد أنه يعاني في الوطن العربي من إهمال شديد رغم امتلاك الثقافة العربية المعاصرة تقاليد علمية ثرية عبر تاريخها الحضاري هذا المدخل التاريخي العلمي هو مفتاح كتاب يتعلق بتاريخ العلوم في فلسطين يرتقب صدوره مطلع العام المقبل لمحمد أبطوي الباحث المغربي في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومنسق مشروع الموسوعة العربية أرابيكا التي ستتضمن هذا المبحث لسد هذه الثغرة الكبيرة شكل مشروع الكتاب موضوع السيمنار الذي عقده المركز ظهر اليوم الأربعاء بعنوان حلقات من تاريخ العلوم في فلسطين المعارف العلمية في التاريخ الفكري الفلسطيني وعقب على السيمنار الباحث في تاريخ الرياضيات التونسي فؤاد النفطي وقدمه وأدار النقاشات الباحث في المركز هاني عواد وبحسب ما ذكره أبطوي فقد لمعت فكرة الكتاب إبان العدوان الإسرائيلي على غزة في أيار مايو 2021 وهو ثمرة عمل جماعي لعلماء وباحثين من دول مختلفة يقدم عبر 15 مقالة هذ الممارسات العلمية في التاريخ والفلك والرياضيات والعمارة والطب والنبات والدراسات العلمية من القرن الثالث عشر ميلادي إلى القرن السابع عشر أي منذ بداية العصر المملوكي إلى العثماني وتبعا لما شرحه المحاضر فإن الكتاب في بابه الأول يضم مجموعة مقالات للباحث الفلسطيني نور مصالحة عن تاريخ فلسطين تليها مقالة مؤرخ العمارة الإسلامية السوري ناصر الرباط التي تدرس كتاب فضائل بيت المقدس لأبي بكر الواسطي والثالثة مترجمة عن الفرنسية تتعلق بالوصف الجغرافي لفلسطين الذي ورد في كتاب المسالك والممالك للجغرافي الأندلسي أبو عبيد البكري 1014 1094 ميلادي في الباب الثاني ثلاث دراسات في علم الفلك وهي الوحيدة الموجودة في فلسطين تتعلق بعلوم الفلك في القدس للمؤرخ الأميركي ديفيد كينغ ثم قيم الاتجاه نحو القبلة في مدن فلسطينية عديدة تبعا لمخطوطات من بينها مخطوطة العالم الكركي ومقالة علمية معمارية تتعلق بساعة شمسية مزولة محفورة على الجدار الغربي للمدرسة السلطان قايتباي في القدس في الباب الثالث مقالتان حول العالم الفلسطيني المصري ابن الهائم 1352 1412 الذي اشتهر باسم المصري المقدسي وجاءت مساهمة أبطوي في هذا متناولة هذا العالم الذي عاش في القدس ودرس وألف لدى اشتغاله في المدرسة الصلاحية وخصوصا كتابه المقنع في الجبر والمقابلة المعروف باسم أرجوزة لامية ابن الهائم أي نظم هذا البحث العلمي شعرا ورغم ما تركه ابن الهائم من كنوز علمية رياضية ترجمت إلى لغات مختلفة وما زال بعضها مخطوطا إلا أن أبطوي لم يغفل تثبيت ملاحظته التي تتعلق باضمحلال الجدة والأصالة العلميتين في هذه الحقبة التاريخية وما تلاها مسترجعا مقولة ابن خلدون الذي هاجم هذا النهج المشير إلى التراجع العلمي وفي باب العمارة أربع مقالات واحدة منها كتبت خلال الحرب الجارية الآن على غزة وتعلق بثلاثة معالم دينية في غزة هي كنيس يهودي اندثر وبقيت بعض فسيفساء منه في موقع بجانب بحر غزة وكنيسة برفيريوس والمسجد العمري علما أن الكنيسة والمسجد تعرضا للقصف في العدوان الأخير في باب الطب والنبات مقالة تتناول كتاب مادة البقاء في إصلاح فساد الهواء والتحرر من ضرر الأوباء والكتاب الذي ألفه المقدسي محمد بن أحمد التميمي إنجاز مبكر منذ القرن العاشر الميلادي لما يعرف اليوم بالهندسة البيئية وقد أحيط باهتمام خاص خلال جائحة كورونا ومقالة مشتركة لباحثين تركيين بعنوان طوبونيميا النبات في فلسطين انطلاقا من وثيقة فرنسية وفي باب الدراسات العلمية تقديم لصورة العلوم المعاصرة تتعلق بثلاث شخصيات قدمت إسهامات في هذا الحقل النشط في تاريخ وسوسيولوجيا العلوم وعلاقته وأثره في المجتمع أول هذه الشخصيات التي عرضها المحاضر هو قدري حافظ طوقان وهو من أوائل مؤرخي العلوم العرب وكان كتابه تراث العرب العلمي في الرياضيات والفلك ملهما لأجيال لاحقة منذ نشره في القاهرة عام 1941 وثانيها هو مؤرخ الرياضيات أحمد سليم سعيدان الذي أسهم ليس فقط في الكتب والدراسات العربية ولكنه كان أحد المساهمين في جعل تاريخ الرياضيات المكتوب بالعربية حقلا متخصصا في تاريخ العلوم باللغتين العربية والإنكليزية والشخصية الثالثة هي أنطوان زحلان عالم الفيزياء الذي رأس قسم الفيزياء في الجامعة الأميركية ببيروت وأسس سنة 1969 الجمعية العلمية الملكية في الأردن وهو عبر سلسلة واسعة من الكتب دعا إلى ضرورة أن يتبنى العرب منظومات علمية وتكنولوجية مستقلة لتحقيق التنمية المستقلة ومن ذلك كتاب العلم والتكنولوجيا في الصراع العربي الإسرائيلي وكتاب العلم والسيادة في تعقيبه اختار فؤاد النفطي من موقعه المتخصص في تاريخ الرياضيات شخصية الرياضي والفقيه والشاعر ابن الهائم التي يتضمنها الكتاب وقال إن الجبر شهد على مر التاريخ شذرات فرعونية وفي بلاد ما بين النهرين بيد أنها لم ترق إلى تكون علما إلا في القرن التاسع الميلادي على يد الخوارزمي الذي أسس علم الجبر ثم لحقه علماء طوروا المعادلات الجبرية وبالتالي المعجم الجبري وكان ابن الهائم هو ابن هذه المرحلة التي تصاعد فيها ازدهار هذا العلم وكان له نصيب في ذلك ولفت المحاضر محمد أبطوي ضمن المناقشات إلى أن المخطوطات العلمية في غالبيتها وخصوصا التي تتعلق بالعلوم الصورية كالرياضيات والفلك حققت على يد الأوروبيين وفي هذا السياق نفى وجود استشراق تجاه العلوم العربية الإسلامية إذ أن هذا الاهتمام بهذه العلوم نشأ في سياق فلسفة الأنوار لمحاولة بناء العلم الإنساني وذلك قبل أن تصل العلوم في الغرب إلى المرحلة الإمبريالية وختم بأن هذا الكتاب يندرج ضمن منظومة تتفرع منها عدة مجالات تدفع إلى تحفيز الشباب على الانخراط في تعاطي العلوم وإعادة الثقة التاريخية للنفس إذ ليس من المقبول ألا تجد مبحثا جادا بالعربية عن قامة علمية كالبيروني بينما تجدها بكل تقدير في موسوعة أجنبية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح