سيف واشنطن على رقاب العرب وغزة في قلب المعركة
يمني برس || مقالات رأي:
عندما أسمع طبول الخطة الأمريكية الجديدة تُقرع في المنطقة، يخطر ببالي صوت الطائرات التي مرت فوق صنعاء قبل أعوام، حين كان الليل يضج بالانفجارات ويُراد لنا أن نعتاد الخوف كما يعتاد الناس ضجيج المولدات. الخطة التي روّج لها ترامب باسم “سلام غزة” لا تحمل أي ملامح للسلام، إنما تُعيد إنتاج مشروع قديم بعنوان مختلف: حماية إسرائيل عبر دفع العرب إلى القيام بالدور القذر.
القراءة العملية تُظهر ثلاثة محاور متداخلة: أولاً، محاولة نقل عبء المواجهة عن إسرائيل إلى حلفائها الإقليميين؛ ثانياً، صنع شرعية سياسية لوجود أمني عربي مُنسق مع واشنطن لإدارة ما بعد الحرب؛ ثالثاً، استخدام أدوات اقتصادية وسياسية لردع أي معارضة داخلية.
في الميدان، هذا يُترجم إلى طلب صريح بأن تتحمل الخزائن العربية كلفة إعادة الإعمار، وأن تتحمل جيوشها مسؤولية استقرار الحدود، وأن تتحمل حكوماتها ثمن الاحتواء السياسي للمقاومة.
وعلى مستوى العواصم..!! الحبكة والسيناريوهات مختلفة لكن النية واحدة: السعودية قد تُستخدم لغطاء سياسي واسع، مع وعود بملفات اقتصادية وتجارية تُخفف الضغوط. الإمارات تراها واشنطن شريك تنفيذ سريع للخطوات الأمنية واللوجستية. مصر، بالتحكم في المعابر والحدود، تحصل على دور إدارة التدفقات وشرعية احتواء. قطر جُرّبت كبروفة، والنتيجة رسالة واضحة لكل عاصمة: الطاعة مكافأة، والمعارضة قد تكلفكم ثمناً باهظاً.
من الناحية العسكرية، الطلب الأمريكي يقصد تقليل تكلفة الصراع على إسرائيل عبر إشراك قوات إقليمية ودور استخباراتي عربي. هذا سيغيّر قواعد الاشتباك، من خلال: مزيد من التنسيق الاستخباراتي، تبادل قواعد البيانات، وربما إنشاء آليات مشتركة للضبط الأمني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة والمحيطة بها. لكن ثمن هذا يكمن في فقدان سيادة فعلية للقرارات العسكرية لدى تلك الدول، وتحويل جيوشها إلى أدوات إسناد بدل صانعات قرار.
واقتصادياً، الضريبة على الدول العربية ستكون مباشرة وغير مباشرة، مثل: تمويل إعادة الإعمار، دفع فاتورة أمنية طويلة الأمد، وتعويضات محتملة، بالإضافة إلى تكلفة احتواء الاضطرابات الداخلية الناجمة عن مشاركة القوات أو الدعم.
لكن هل خزائن الخليج مستعدة لتحمّل فاتورة سياسية يرفضها الشارع؟ سؤال يبدو
ارسال الخبر الى: