خبير سياسي القصف السعودي للنخبة الحضرمية تخبط عسكري يهدد ثقة الشعب الجنوبي

44 مشاهدة

شهدت الساحة الجنوبية مؤخراً حدثاً صادماً، تمثل بقصف جوي سعودي استهدف قوات النخبة الحضرمية في وادي نحب، بعد أقل من 24 ساعة من بيانات دبلوماسية سعودية تؤكد السعي للسلام ونبذ القوة.

هذا التناقض بين الخطاب الدبلوماسي والفعل العسكري يطرح تساؤلات عميقة حول التوجهات الإقليمية، خاصة أن هذه الضربات توجهت ضد قوات محلية كانت قد حققت تقدماً في مواجهة مجموعات مسلحة بالمنطقة.

ويبرز سؤال جوهري: كيف يمكن التوفيق بين صورة الوسيط المحايد التي تقدمها البيانات الرسمية، واستخدام القوة العسكرية المباشرة ضد قوات محلية؟ هذا التناقض يضعف المصداقية ويفقد الثقة في العمليات السياسية القائمة.

التحدي الأكبر يتمثل في أن استخدام القوة ضد حلفاء محتملين يكتب شهادة وفاة سياسية للوساطة، فالشعوب لا ترى في من يوجه لها السلاح طرفاً محايداً أو مصلحاً يمكن الوثوق به.

ويثير هذا التصرف تساؤلاً أخلاقياً: أين كانت هذه القدرات العسكرية عندما تعرضت المنطقة لتهديدات أخرى؟ ولماذا توجه الصواريخ نحو قوات محلية بدلاً من معالجة التهديدات الأمنية الأكثر إلحاحاً؟

هذا الانحراف في البوصلة العسكرية ينم عن تخبط استراتيجي، وكان الأجدر توجيه هذه الجهود نحو معالجة الجذور الحقيقية للأزمة، عبر تسويات داخلية تحترم إرادة الشعوب وحقها في تقرير مصيرها.

الدرس المستفاد هو أن السلام الحقيقي لا يُفرض بالقوة، ولا يُبنى تحت تهديد السلاح. الشعوب تدرك أن السلام القائم على الإكراه هو استعباد مغلف بوعود زائفة، وأن إرادة الشعوب صخرة تتحطم عليها أعتى الصواريخ.

الجنوبيون اليوم، كغيرهم من الشعوب، يرفضون الوصاية التي تفرضها الطائرات والحوار الذي يعقد تحت تهديد البوارج. السلام العادل ينبع من الحكمة والاحترام المتبادل، لا من لغة الدم والحديد.

القوة وحدها لا تصنع الحق، بل تحميه. وعندما تتحول القوة إلى أداة قمع وجور، تسقط هيبتها في النفوس قبل أن تسقط في الميادين. السيادة لا تباع ببيانات الدبلوماسية، ولا تكسرها غطرسة السلاح.

الشعوب تتعلم من التاريخ، والجنوبيون الذين خبروا صنوف المعاناة، يدركون أن الحق باق ما بقي في الصدور إيماناً بقدسية الأرض وشرف الدفاع عنها.

26 ديسمبر، 2025آخر تحديث:

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سما عدن الإخبارية لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح