لا هوية ولا سيادة وطنية دون تحرير الإقتصاد والقرار السياسي
الإستعمار وانواعه وأركانه المختلفة..
وكذلك التحرر والخلاص من الاستعمار له أركانه فمتى ما اكتملت أركان التحرر من الاستعمار أصبح التحرير تحرير وخلاص واقتلاع لكافة أركان الإستعمار واستبدالها بأركان التحرر الوطني الكامل والذي تكون محصلته الكبرى هي استعادة السيادة الوطنية الغير منقوصة وبناء الدولة الوطنية الحديثة على أنقاض ذلك الإستعمار البغيض . وإذا لم يتم استكمال أركان التحرر الوطني الكامل تبقى السيادة منقوصة والدولة الوليدة مسلوبة الإرادة والقرار وتظل أدوات الإستعمار المحلية والخارجية هي من تتصدر مواقع القرار وتحدد هوية الدولة الوليدة وتوجهها وبناء علاقاتها وطبيعة نظام الحكم .
أركان التحرر الوطني الكامل تتمثل في استعادة السيطرة والإدارة الكاملة في المجالات التالية ( أركان التحرر الرئيسية ):
التحرير العسكري .
التحرر الاقتصادي .
التحرر السياسي .
التحرر الثقافي .
فإذا لم يتم تحرير الأركان المذكورة يظل التحرير تحرير جزئي لن يصل إلى تحقيق سيادة وطنية مكتملة الأركان ولا هوية حقيقة .
فالحاصل في جنوبنا الحبيب هو تحرر جزئي فقط والمتمثل في تحرير الجنوب عسكريًا .. وهو ما قامت به المقاومة الجنوبية وثورة الحراك الجنوبي وشعب الجنوب، ومن قاموا به فقد انجزوا دورهم الوطني على أكمل وجه وقدموا التضحيات الجسيمة وحققوا النصر ولابد أن يأتي بعد ذلك مرحلة توظيف واستثمار ذلك النصر الباهظ الثمن بتحقيق أهدافه الوطنية المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية على كافة تراب الجنوب وإعادة بنائها على أسس وطنية وعدالة اجتماعية واقتصادية وسياسية ينعم بها جميع أبناء الجنوب دون إقصاء أو تمييز .
ولكن ظلت ولازالت بقية اركان التحرير الوطني الكامل مرهونة بالاستعمار الذي بدون انجازها لم ولن تكتمل السيادة الوطنية ويحصل الاستقلال الوطني .
الركن السياسي شبه محرر وذلك لانه وضع نفسه تحت وصاية الرعاة الإقليميين والدوليين الغير امناء ، ووضع مصيره ومصير الجنوب بأيديهم وتحت رحمتهم ولم يكونوا منصفين ولا اوفياء ، وكان ذلك التزامًا ووفاءً من القيادة السياسية وحسن ظن بالحلفاء وشراكة من طرف واحد
ارسال الخبر الى: