سورية ولادة وطن أم إعلان نهايته
هل عادت سورية إلى شعبها أم انتهت إلى الأبد؟
هذا السؤال مطروحٌ بجديةٍ، منذ سقوط/ إسقاط النظام الأسدي، على الرغم من أنّ كثيرات وكثيرين يرونه سؤالًا بلاغيًّا، بمعنى أنّه توجد إجابةٌ واحدةٌ صحيحةٌ عنه، وهي، من وجهة نظرهم، معروفةٌ لدرجة أنّها لا تحتاج إلى أن تُذْكر. الطريف في الأمر أنّ هناك انقسامًا كبيرًا وواضحًا بين طرفين رئيسين يتبنى كلٌّ منهما إجابةً مختلفةً عن إجابة الطرف الثاني، بل مُضادةً أو مُناقضةً لها. فمن جهةٍ أولى، هناك من لديه انطباعٌ واحدٌ لا غير: لقد عادت سورية إلى أبنائها وشعبها رغم بطء خطواتها وتعثّرها. ومن جهةٍ ثانيةٍ، هناك من يرى أن إكرام سورية والوطنية السورية يكون من خلال دفنهما، بعد أن أطلقت السلطات الجديدة رصاصة الرحمة أو القسوة عليهما وبعد أن تعرّضتا لاستباحة طويلة وتمّ التمثيل بهما (ولاحقًا بجثتيهما) لعقودٍ طويلة. الطرافة تكمن في أنّ كلا الطرفين يقدّم إجابته عن السؤال المذكور، بوصفها الإجابة الوحيدة المعقولة أو الصحيحة، وكلّ ما عداها مجرّد أوهامٍ تعبّر عن أحلام أو كوابيس الطرف الآخر. وتزداد الطرافة في حال أدركنا أنّ ثمّة قدرًا من المعقولية في كلتا الإجابتين، على الرغم من تناقضهما، وبسبب هذا التناقض أيضًا، وأنّ الصحة الجزئية والنسبية لكلّ منهما لا تنفي أنّ كليهما يقع في خطأ تحويل ما هو جزئيٌّ ونسبيٌّ إلى كليٍّ وشاملٍ.
سورية لينا وما هي لبيت الأسد
هذه هي العبارة التي كنت أردّدها (مع كثيرات وكثيرين) وأشعر أنّ مضمونها قد تحقّق، بعد سقوط النظام الأسدي. وكان ذلك هو ما أردت أن أشعر به في سورية وأتأكّد منه، خلال زيارتي لها، بُعيد سقوط النظام ببضعة أسابيع. ومن المعروف أنّ هذه العبارة كانت إحدى شعارات الثورة السورية وكانت أو أصبحت جزءًا من الكثير من الأهازيج والأغاني، في أثناء الثورة وبُعيد سقوط النظام. لكن العبارة تتضمّن فكرتين لا تتلازمان بالضرورة. صحيح أنّ سقوط سورية الأسد كان وما زال شرطًا لقيام سورية الوطن، لكن هذا الشرط ضروريٌّ وليس شرطًا كافيًا. وفي الفترة التالية على ذلك السقوط،
ارسال الخبر الى: