سورية من العزلة إلى الانفتاح بداية عهد جديد
وصول الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إلى نيويورك في 21 سبتمبر/ أيلول 2025 للمشاركة في الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة يمثّل لحظة فارقة في تاريخ سورية. هذه الزيارة ليست مجرد حدث دبلوماسي روتيني، بل إعلان واضح عن نهاية حقبة العزلة التي فرضها نظاما الأسد على السوريين وفتح صفحة جديدة لإعادة بناء بلدنا. زيارة الشرع، الأولى لرئيس سوري إلى الولايات المتحدة منذ أكثر من نصف قرن، تحمل دلالات عملية إلى جانب رمزيتها. فهي خطوة نحو الانفتاح الذي طال انتظاره، وتقدّم فرصة للسوريين لتحقيق تنمية حقيقية بعيداً عن الشعارات الجوفاء التي طغت على عقود من سياسات النظام البائد. اليوم، بعد انتصار الثورة وبداية حقبة جديدة في 8 ديسمبر/ كانون الأول 2024، تبدو زيارة الشرع فرصة لإعادة سورية إلى مكانتها الطبيعية جسراً حضارياً في الشرق الأوسط.
من منظور قانوني، تمثّل هذه الزيارة اعترافاً صريحاً من المجتمع الدولي بالمرحلة الانتقالية الجديدة، وتعزيزاً لشرعية القيادة الحالية. كما تعكس استعداد القوى الكبرى لدعم التحول السياسي في سورية، وهو ما تجلّى في رفع جزء من العقوبات الأميركية في مايو/ أيار 2025 ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشرع بـالقائد الحقيقي. وقد جاء خطاب الرئيس الشرع أمام الجمعية العامة في 24 سبتمبر ليعزز هذا المسار، إذ شدد على أولوية العدالة الانتقالية، وإعادة هيكلة المؤسسات، ورفع العقوبات بشكل كامل، مؤكداً أن سورية الجديدة تكفل حقوق جميع مواطنيها دون استثناء. هذا الخطاب لم يكن مجرد كلمات، بل تعبير عن رؤية واضحة لإعادة إدماج سورية في المجتمع الدولي، وتأكيد أن زمن العزلة قد ولّى.
لكن التحديات أمام الحكومة الانتقالية جسيمة. فالزيارة ليست للصور التذكارية فحسب، بل هي اختبار لقدرة القيادة الجديدة على تقديم رؤية عملية للإصلاح. المطلوب هو خطوات ملموسة لتعزيز استقلالية القضاء، ومكافحة الفساد، وترسيخ مبادئ العدالة الانتقالية بما يضمن عدم إفلات المجرمين من العقاب. هذه الإجراءات وحدها كفيلة بطمأنة السوريين والمجتمع الدولي بأن حقبة الاستبداد قد انتهت فعلاً.
على الصعيد الاقتصادي، يفتح كسر العزلة الباب أمام فرص هائلة لإعادة
ارسال الخبر الى: