سوريا في طريق التطبيع مع إسرائيل الشرع يشترط الانسحاب من جبل الشيخ تقرير

في أعقاب انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، تدخل سوريا منعطفاً حاسماً في تاريخها الحديث، وسط تساؤلات متزايدة عن اتجاهاتها السياسية الجديدة، ولا سيما في ما يتعلق بعلاقتها المعقدة بإسرائيل، إذ يفتح وصول الرئيس المؤقت أحمد الشرع إلى سدة الحكم باباً أمام سيناريوهات غير مسبوقة، على رأسها إمكانية تطبيع العلاقات مع تل أبيب، في ظل انفتاح سياسي أمريكي ودعم إقليمي غير خفي.
دونالد ترامب يعود بصفقة مشروطة رفع العقوبات مقابل التطبيع
زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى الخليج في مايو 2025 جاءت محملة بمفاجآت استراتيجية، إذ أعلن عن رفع العقوبات الأمريكية عن دمشق بشكل مشروط بانخراطها في مسار سلام مع إسرائيل، بعد لقائه بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، في خطوة تكشف عن نية أمريكية واضحة لإعادة صياغة العلاقة بين سوريا وإسرائيل، بما ينسجم مع اتفاقات التطبيع العربي السابقة، بينما يشترط الشرع لإقامة علاقات مع الاحتلال الإسرائيلي انسحاب تل أبيب من منطقة جبل الشيخ بهضبة الجولان والعودة إلى حدود اتفاقية فض الاشتباك.
ورغم اللقاءات التي تحدثت عنها التقارير بين مسؤولين سوريين وإسرائيليين ضمن جهود تهدئة في المناطق الحدودية، لم تتوقف الغارات الإسرائيلية على مواقع داخل سوريا، ما يشير إلى أن المسار الدبلوماسي لا يعني إنهاءً فورياً لحالة التوتر الأمني، بل ربما يمثل محاولة متبادلة لاختبار النوايا.
الشرع يكشف مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء
في لقاء مع الرئيس الفرنسي، أعلن الشرع عن وجود مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل، دون التطرق لتفاصيل، ما يعكس تحوّلاً نوعيًا في سياسة دمشق، ويتماهى مع تطورات إقليمية قد تدفع القيادة الانتقالية في سوريا لتبنّي استراتيجية أقل صدامية، دون المساس بالثوابت الوطنية المعلنة.
العداء السوري الإسرائيلي متجذر في الحروب التي دارت أعوام 1948 و1967 و1973، مع بقاء الجولان المحتل العقدة الأساسية التي أفشلت مساعي السلام، لا سيما بعد اغتيال إسحق رابين عام 1995، الذي كان قد وعد بالانسحاب من الجولان مقابل سلام شامل مع دمشق، فيما عرف آنذاك بـوديعة رابين.
استطلاع رأي
ارسال الخبر الى: