سهيل بين الخرافة والواقع

١٣٩ مشاهدة

قبل أكثر من مائة عام، في بداية عهد الإمام يحيى حميد الدين، كانت الحياة تسير ببطء في اليمن، حيث يعم البساطة والانعزال. وفي ذلك الوقت، كان الإمام يرسل رجاله لجمع الزكاة من القرى النائية قبل موسم الحصاد. كان هؤلاء الرجال يعرفون بالمطوفين، ومن بينهم كان هناك رجل يدعى سهيل، الذي كتب له القدر أن يصبح بطلاً لقصة لا تنسى.
في أحد الأيام، أُرسل سهيل إلى إحدى القرى البعيدة. وعند وصوله إلى قرية بدائية، كان أهل القرية يعيشون منعزلين عن العالم، يعتمدون على ما تجود به الأرض والسماء من خيرات.
عندما وصل سهيل إلى القرية، تجمع الناس حوله بفضول. سألوا عن اسمه، فأجاب ببساطة: سهيل. هنا، بدأت الحكاية تأخذ منحى غير متوقع. إذ ارتبط اسم سهيل في أذهانهم بموسم الأمطار الغزيرة، واعتقدوا أن وصوله سيجلب لهم المطر الذي طال انتظاره. لكن السماء كانت جافة والأرض عطشى، فطالبوه بأن يمطر عليهم.
ضحك سهيل محاولاً أن يشرح لهم أنه مجرد إنسان يحمل اسم سهيل، وليس بيده أن يجلب المطر. لكن القرويين كانوا مصرين، واعتبروا كلامه تهربًا. فربطوه إلى شجرة وأطلقوا عليه النمل والصراصير اللاذعة، ليجبروه على إنزال المطر.
بعدما بلغ الألم منتهاه، طلب سهيل أن يتحدث مع شيخ القرية. جاء الشيخ ظانًا أنه سيجد حلاً، ولكن بدلاً من ذلك، زاد الطين بلة. إذ طلب الشيخ أن ينزل المطر على أراضيه أولاً، ثم يمنح البقية القليل منه، قائلاً بلهجة حازمة: هذه الأراضي ملكي، هبّده عليها هبده، أما البقية هب لهم تفتافوا.
في تلك اللحظة العصيبة، لم يجد سهيل سوى أن يلجأ إلى الله، متضرعًا أن يخلصه من هذا المأزق. وبالفعل، استجاب الله لدعائه وأمطرت السماء بغزارة. فرح أهل القرية بالمطر، لكن سرعان ما تحول الفرح إلى قلق عندما فاضت السيول. أسرعوا إلى سهيل، مطالبين إياه أن يوقف المطر. قائلين له هونها واسهيل هونها فأجابهم وهو ما زال مربوطًا بالشجرة: والله ما أهون هوانه.
وبعد توسلاتهم، توقفت الأمطار وبدأت السيول تجري في الوديان. قاموا بفك

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح