سنجعلث من حصـــونهم قبورا الإمامة وتنشئة أبنائها

61 مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل

يُنشِّئُ هذا الكيانُ أفرادَه صغارًا منذ طفولتهم على مفاهيم عصبوية، تحملُ في بذورها نفيَ الآخر وغمطه وازدراءه، بالقول: أنت سيد، وأنت أفضل من الغير، وأنت من سلالة أرقى، إلى آخر هذه المصطلحات العنصرية التي تكبر داخلَ عقل الطفل، وتتضخم مع مرور الأيام، حتى تصبح عقيدة راسخة في وجدانه.

وفي مرحلة اليفاعة فالشباب يغرسون في ذهنه مزعوم مظلمة تاريخية، وحق مستلب منذ قرون غبرت ومضت، فتكبر معتقداتهم بالمطالبة بحقهم مع كبرهم هم، ومن ثم يصبح كل عنصرٍ في هذا الكيان مشروع ثائر؛ بل مشروع قاتل أو مقتول، كما أسلفنا؛ لأنه يعتقد أن له حقًا اكتسبه من السماء، فاغتصبه المجتمع منه؛ ولأنه يعتقد ــ أولا وأخيرا وهو الأهم ــ أنه مشروع إمام أو خليفة أو ملك، بناءً على مزعوم هذا الحق الواهم؛ فهو حاقد على المجتمع من حوله، يعيش عقدة الصراع والتفاعل الداخلي، لذا فحين ينتقم يكون مسرفا في وحشيته، بقدر إسراف عواطفه ومعتقداته.

ويزداد توحش هذا الكيان في المجتمعات المنغلقة على نفسها والبدائية، والتي لا تنتشر فيها نوافذ الثقافة أو أضواء المعرفة، كما هو الشّأن في جبال شمال اليمن الحصينة التي ظلت مغلقة على نفسها فترة طويلة من الزمن، فباض فيها الكيان الإمامي وفرّخ، وامتلك حاضنة اجتماعية بسبب الجهل أو التجهيل الذي فُرض على كثيرٍ من شباب هذه المناطق. وهي أساسا لم تنشأ إلا في جبال الجيل والديلم، عراق العجم، وجبال المغرب المغربي أولا، وجبال الرس النائية في المدينة، وجبال اليمن، بعيدا عن المدن. ومن هنا اكتسبت تلك الصلابة والشراسة والانغلاق على الذات.

وبهذه التنشئة والأفكار الخاطئة يصبح كل عنصر من هذه الجماعة متأزمًا نفسيا، وغير سوي، وفي أمس الحاجة إلى تأهيل نفسي، يعيد له توازنه النفسي الداخلي، ليكون عنصرا طبيعيا في المجتمع. يقول يحيى الرسي:

أرى حقَّنا مُسْتودعًا عند غيرِنا

ولا بدَّ يومًا أن تُرد الودائعُ

هكذا يقرر، وهكذا يعتقد أتباعه، وإلا ما الذي يضطر شيخا طاعنًا في السن، في الثمانينيات أو التسعينيات من عمره لحمل السلاح الناري، والتحريض على

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع المشهد اليمني لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح