من سناح إلى حضرموت دماء الشهداء ترسم ملامح طريق التحرير الجنوبي كتب يحي أحمد
من سناح إلى حضرموت… كتبت دماء الشهداء إرادة الجنوب، وأكدت أن إرادة الشعوب أقوى من أي تحديات، وأنها تنتصر مهما طال الزمن وتعاظمت التضحيات.
في الذكرى الثانية عشرة لمجزرة سناح بمحافظة الضالع، نستحضر واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبها نظام الاحتلال اليمني بحق أبناء الجنوب، تلك المجزرة الوحشية التي ما زالت جرحًا غائرًا في الذاكرة الجمعية لشعبنا. ففي ظهر يوم الجمعة الموافق 27 ديسمبر 2013م، أقدم اللواء 33 مدرع، بقيادة المجرم عبد الله ضبعان، على قصف مخيم عزاء الشهيد فهمي محمد قاسم داخل مدرسة سناح بقذائف الدبابات، في جريمة مكتملة الأركان استهدفت المدنيين العُزّل، وأسفرت عن ارتقاء أكثر من 20 شهيدًا وإصابة 41 جريحًا، غالبيتهم من الأطفال، الذين رسموا بدمائهم الطاهرة خارطة الألم على ساحة المدرسة، وسط أشلاء ممزقة على جدرانها.
وجاءت هذه المجزرة بعد عشرين يومًا من إعلان أبناء الجنوب الهبّة الشعبية تضامنًا واستنكارًا لجريمة الاغتيال التي كانت أشبه بعملية إعدام جماعي، نفذها جنود ما كان يُسمّى بالمنطقة العسكرية الأولى التابعة للاحتلال اليمني في وادي وصحراء حضرموت ومدينة سيئون، وذلك باغتيال الشيخ المقدم سعد بن حبريش ومرافقيه في 2 ديسمبر 2013م.
وفي هذا السياق، نستذكر أبرز مجازر الاحتلال اليمني بحق أبناء الجنوب، وفي مقدمتها مجزرة المعجلة بمديرية المحفد في محافظة أبين بتاريخ 17 ديسمبر 2009م، التي راح ضحيتها 41 شهيدًا، بينهم 14 امرأة و21 طفلًا، إضافة إلى 65 جريحًا، بتوجيهات مباشرة من وزير داخلية الاحتلال آنذاك رشاد العليمي. وكذلك مجزرة مصنع الذخيرة في منطقة الحصن بمحافظة أبين في 28 مارس 2011م، التي سقط فيها 83 شهيدًا من الأطفال والشيوخ والشباب، ومجزرة 23 يوليو 2009م في زنجبار التي راح ضحيتها 17 شهيدًا خلال قمع مسيرة سلمية للحراك الجنوبي، إضافة إلى جريمة القتل الجماعي في ساحة العروض بالعاصمة عدن في 21 فبراير 2013م، التي أسفرت عن سقوط 20 شهيدًا وإصابة أكثر من 130 جريحًا، فضلًا عن عدد كبير من المجازر الأخرى التي لا يتسع المقام لحصرها في هذا المقال.
لقد شكّلت
ارسال الخبر الى: