سلكنا طريق السلام فقط لنثبت للعالم أن السلام نفسه بحاجة لمن يحميه

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
في زمن صار فيه المتنمرون على الأوطان يزايدون على الشرفاء، قرر الجنوبيون أن يسلكوا طريق السلام… ليس لأن الطريق مفروش بالورود، بل لأننا أردنا أن نثبت للعالم إننا أبناء الجنوب قادرون على حمل غصن الزيتون بيد… وحمل السلاح الذي يقي هذا الغصن من الذبول باليد الأخرى.
نعم، اخترنا طريق السلام، وبكل ثقة نقول:
لقد سلكناه لنعلن أمام الدنيا أننا دعاة سلام، ولسنا دعاة مساومة على الكرامة.
سلكناه كي نفهم العالم أن السلام ليس ضعفًا… بل قرار رجال يعرفون قيمة الأرض وشرف السيادة.
سلكناه كي يقتنع الجميع أن القانون في الجنوب لا يكتب بالحبر فقط، بل يوقع بواقع الأرض، وسيادة القرار، وعرق الرجال الذين يحرسون الأمن ويصنعون الاستقرار.
ورغم ذلك… يأتيك البعض ممن يخلطون بين سلام الجنوب و احتلال دولتنا!
وكأن الجنوب، بكل قوته وتاريخه ودم شهدائه وجرحى، مجرد أرض تنتظر “إدارة مستعمِر جديد”!
يا سادة… نحن نرسخ السلام لنمنع الإرهاب، لا لنسهل مرور مشاريع الفوضى.
نحمي الاستقرار لنطرد التطرف، لا ليفتح أحدهم دفتر أطماعه على حسابنا.
لقد أثبتنا – ولا نزال – أن الجنوب لم ولن يكون ساحة للتطرف، ولا ممراً للإرهاب، ولا أرضًا تدار بجهاز تحكم من الخارج.
هذا الجنوب الذي حاولت التنظيمات الإرهابية أن تغزوه، فوجدت فرسانًا حقيقيين يعرفون جيدًا كيف يدار السلم… وكيف تدار الحرب أيضًا.
نحن دعاة سلام عندما يكون السلام خيارًا يليق بدولتنا.
ونحن فرسان الحروب عندما يتوهم أحد أن بإمكانه سرقة هذا الوطن أو التسلل إلى قراره.
لهذا نقولها بصوتٍ جهوري:
سلامنا ليس ضعفًا… سلامنا قوة.
وسلامنا ليس تنازلًا… سلامنا موقف.
وسلامنا لا يعني فتح الباب لمن يطمحون لوضع أقدامهم على أرضنا… سلامنا يعني إغلاق كل الأبواب أمام مشاريع الاحتلال.
باختصار:
نحن دعاة سلام… نعم… لكننا أيضًا فرسان الحروب… عندما يتعلق الأمر بوطننا.
ارسال الخبر الى: