سلفادور بينيا مع القالي في رحلته من بغداد إلى قرطبة

٢٠ مشاهدة
يصف المقري التلمساني في كتابه نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب احتفاء أهل الأندلس بقدوم أبي علي القالي إلى قرطبة قائلا وفد على الأندلس أيام الناصر أمير المؤمنين عبد الرحمن فأمر ابنه الحكم وكان بتصرف من أمر أبيه كالوزير عاملهم ابن رماحس أن يجيء مع أبي علي إلى قرطبة ويتلقاه في وفد من وجوه رعيته ينتخبهم من بياض أهل الكورة تكرمة لأبي علي ففعل وسار معه نحو قرطبة موكب نبيل فكانوا يتذكرون الأدب في طريقهم ويتناشدون الأشعار بهذه المقدمة يستهل الباحث والمترجم والمستعرب الإسباني سلفادور بينيا محاضرة أبو علي القالي الأديب الذي وفد من الشرق التي ألقاها في البيت العربي بقرطبة الثلاثاء الماضي ضمن سلسلة محاضرات سير قرطبية التي تتناول حياة شخصيات أدبية وتاريخية وسياسية تركت أثرها في قرطبة الأموية بهدف التعريف بإسهاماتها المعرفية أو الفكرية أو السياسية خصصت المحاضرة للمؤلف والأديب والعالم العربي المسلم أبي علي إسماعيل بن القاسم البغدادي القالي الذي يخبرنا سلفادور بينيا أنه ولد في ملازغرد بديار بكر عام 893م ووفد إلى بغداد عام 914م في صحبة قوم من قرية قالي قلا بلد من أعمال أرمينيا تركيا الآن ومن هنا كانت نسبته القالي أما البغدادي فكانت لطول مقامه في بغداد حمل نقاشات اللغة ومستجداتها من بغداد إلى الأندلس وبعد التعريف بمولده ونشأته وسبب تسميته وحياته العلمية وشيوخه ونبوغه في اللغة وعلوم الأدب ومؤلفاته والتي يضع مترجم ألف ليلة وليلة 2017 كتاب الأمالي في طليعتها يستشهد هنا بوصف ابن حزم الكتاب بأنه مبار لكتاب الكامل للمبرد يتطرق بينيا إلى لحظة استدعاء القالي من بغداد إلى الأندلس حيث ذاع صيته وعمت شهرته حيث قرر الخليفة عبد الرحمن الناصر أن يرفع منار العلوم والفنون في الأندلس فسمع بشهرته وكتب إليه ورغبه في الوفود إليه لنشر علمه ويتتبع بينيا مسار قدوم القالي إلى الأندلس حيث وصل إلى جانة بألمرية في آذار مارس 942م وغادر منها إلى قرطبة في السادس عشر من أيار مايو من العام نفسه ومنذ ذلك الحين ظل في قرطبة إلى رحيله بعد خمسة وعشرين عاما حيث قام بالتدريس وتأليف الكتب وربطته علاقة وثيقة بعبد الرحمن الثالث ثم ينتقل سلفادور بينيا إلى طرح السؤال الآتي ما سبب شهرة القالي في قرطبة وتقريب قصر الخلافة القرطبي له ويحاول الإجابة عن السؤال انطلاقا من الأثر الذي تركه المهاجرون القادمون من الشرق خصوصا من بغداد في الأندلس حيث تفرغوا لتدريس اللغة العربية وكانوا يحملون معهم العديد من مستجدات اللغة العربية ونقاشاتها المحدثة في بغداد ونشروا هذا التجديد اللغوي في الأندلس التي كانت التيارات الأكثر تقليدية في دراسة اللغة والنصوص سائدة فيها بحسب المحاضر هكذا قرب قصر الخلافة في قرطبة هؤلاء الوافدين من الشرق كي يقفوا في وجه التيارات التقليدية السائدة اعتقادا منهم بأن من شأن هذه النقاشات اللغوية أن ترفع من سوية الكتابة في شتى مجالات المعرفة وهذا ما فعله القالي أما السبب الثاني وفقا لأستاذ الترجمة في جامعة مالقة فهو قيام القالي بمهام مراجعة الكتب المؤلفة في الأندلس والتدقيق في لغتها ومحاولة تفادي الأخطاء وقد كان يتمتع بمعرفة واسعة بالمعجم العربي والشعر القديم إضافة إلى إحاطته بالأخبار والأحاديث التاريخية المرتبطة باللغة والأدب وهذا ما عكسه بشكل واضح في مؤلفاته التي ذكر منها الممدود والمقصور وتفسير السبع الطوال وكتاب البارع رحل أبو علي القالي في قرطبة سنة 976م وكما يقول بينيا كتب على قبره بيتان شعريان صلوا لحد قبري بالطريق وودعوا فليس لمن وارى التراب حبيب ولا تدفنوني بالعراء فربما بكى إن رأى قبر الغريب غريب لعل هذه المحاضرة التي تستعيد هذا الأديب الذي أسهم في تطوير اللغة العربية بالأندلس هي خير دليل على أن القالي لم يدفن بالعراء وإنما في قلوب من يعرفون قيمته وأهميته ويستعيدونه دائما

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح