سلطنة عمان والحوثيون ما الذي يدور خلف الستار
✍️ بقلم: (محمد علي رشيد النعماني)
منذ اندلاع الأزمة اليمنية، حافظت سلطنة عُمان على خطاب متماسك عنوانه “الحياد الإيجابي”، ولطالما تباهت مسقط بدورها كـ”وسيط نزيه” في ملفات المنطقة، لاسيما تلك المتعلقة باليمن. لكن ومع مرور الوقت، لم تعد الصورة بهذا الصفاء في أذهان كثير من اليمنيين، خصوصاً مع تصاعد المؤشرات التي تضع دور السلطنة تحت المجهر، وتدفع إلى طرح سؤال كبير: هل الحياد العُماني مجرد قناع دبلوماسي؟
الملاذ الآمن لقيادات الحوثي
اقرأ المزيد...منذ سنوات، تتخذ قيادات الصف الأول في جماعة الحوثي من العاصمة العمانية مسقط محطة عبور دائمة أو إقامة طويلة. محمد عبدالسلام، الناطق باسم الجماعة، بات وجهاً مألوفاً في الفنادق والمكاتب السياسية العمانية، لا يغادرها إلا إلى طهران أو صنعاء. حضور لا يشبه وجود أطراف أخرى في الصراع، بل يقترب من شكل “التمثيل السياسي الفعلي”.
فهل من المنطقي أن تفتح دولة حدودها وتوفر الحماية والغطاء الإعلامي والدبلوماسي لجماعة مصنّفة على قوائم الإرهاب الأمريكية، ما لم تكن هناك مصالح أكبر من مجرد “الحياد”؟
التمكين الناعم: دبلوماسية أم تغطية؟
تُسند إلى عمان أدوار كثيرة تحت لافتة الوساطة، لكنها تكاد تنحصر دائماً في تسهيل شروط الحوثيين، وتبني سرديتهم الإعلامية على الأقل في الموقف من الحرب. حتى في الملفات الإنسانية، لم تُعرف مسقط بدعم المبادرات المشتركة، بل اقتصرت على احتضان خطوط التفاوض التي تنتهي غالباً بما تريده الجماعة المسلحة.
ألا يُعد هذا شكلاً من التمكين الدبلوماسي الناعم؟
ألا تتحول بذلك سلطنة عُمان إلى ذراع غير مباشرة لتطبيع حضور الحوثي إقليمياً ودولياً؟
الهدوء في المهرة: مصادفة جغرافية أم ورقة ضغط؟
في محافظة المهرة، المحاذية للحدود العمانية، يسود نوع من الهدوء “المُنسَّق” منذ سنوات، رغم أن المحافظة كانت ولا تزال ممراً حيوياً لعمليات التهريب وفق تقارير متعددة. هل يعكس هذا الهدوء “نوايا سلام”، أم هو هدوء يُشترى بصمت استراتيجي؟
ولماذا يندر أن نسمع من مسقط أي موقف إدانة أو تحفظ حيال هجمات الحوثيين على منشآت مدنية في السعودية أو الجنوب؟ أليس الصمت في هذه
ارسال الخبر الى: