سلطان البركاني نموذج لجيل الكبار

٩٠ مشاهدة

صدى الساحل - محمد مارش


في أحايين كثيرة، حين يتبوأ شخصًا مكانة ومكان في الواجهة، ومع طول حضوره في المشهد.. نفقد القدرة على رؤية جوهر الشخصية وملاحظة مزاياها النادرة.
سلطان البركاني، تعرفونه جيداً، تحفظون أسمه ببداهة.. ليس رجل سياسي مركزي في تاريخ البلاد فحسب، بل هو نموذج للعظمة الشخصية والطباع الملهمة، قبل كل شيئ، نموذج يماني ملهم.
يُعرف الرجل العظيم، ليس بما يتقلده من مناصب ويملكه من سلطات، بل بما هو عليه في تكوينه العميق.
يحمل الشيخ سلطان مزايا روحية وأصالة في التعامل على إمتداد الزمان، فهناك وراء المنصب وخلف الأدوار العامة تجد إنساناً حقيقياً له حضوره الخاص بين قرناءه، وسيماءه اللافتة في طريقة تعامله مع كل من عرفه.
المواقع الخالدة التي يتصدرها أي شخص في أي مجال كان، لا تنشأ جزافاً، لا يمكن لشخص أن يحتفظ بحضوره ودوره وفاعليته لو لم يكن يتمتع بطباع قوية وأساس متين في شخصيته، قبل أن تلعب الظروف المحيطة أي دور في إفساح المجال له.
لا يمكن لشخص أن يزوّر حضوره وينجح في تصدر مكانة ما ويتجاوز كل التحولات دون أن يفقد ثباته ومرونته في إدارة اللعبة ما لم يكن حقيقياً في كل ما يتمتع به.
منطقياً، تُساهم الظروف العامة المشوشة في حياة أي شعب، في إطلاق تصورات منمطة وتقييمات ضبابية لشخصية معينة، لكن هذه الأحكام تظل نتاج مزاج عام متوتر ومحبط وليست تقييمات حصيفة لشخوص مهمة لعبت دورا تأسيسياً في حياة شعبها.
ولعل الشيخ سلطان ممن يملك الناس عنهم آراء متعددة، تصل لدرجة التناقض، لكن وبصرف النظر عن كل هذه الأحكام، لا أحد بمقدوره نكران ما لهذه الشخصية من فاعلية وأثر كبير في حياة الشعب اليمني.
مالفت نظري في شخصية البركاني، تلك الذاكرة المذهلة والروح التي لا يسقط منها أي تفصيلة صغيرة، لكأنه منذور لرصد وأرشفة كل حكايا ومواقف وتأريخ مجتمعه، يتذكر الرجل أدق التفاصيل المتعلقة بكل من يتعرف عليه.
هي هكذا الرموز الروحية، تجدها مهتمة بشكل فطري بالبشر الذي تحتك بهم وتلتقيهم،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صدى الساحل لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح