سلطات بروكسل ترفع الحظر عن قوميي أوروبا العين على برلمان القارة

٢٥ مشاهدة
سمحت بروكسل اليوم الأربعاء لأقطاب اليمين القومي المحافظ بالمضي في أعمالهم التنسيقية تحضيرا لانتخابات البرلمان الأوروبي المقررة في يونيو حزيران القادم وذلك بعد 24 ساعة على حظر رئيس بلدية في عاصمة الاتحاد الأوروبي اجتماعا للمعسكر المتشدد على مستوى القارة وتدخل رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو منتقدا خطوة حظر تجمع اليمين المتشدد وخصوصا تصرف عمدة منطقة سان جوسيه تين نود في العاصمة البلجيكية بالزج بالشرطة بحجة أسباب تتعلق بالسلامة العامة دي كرو اعتبر تدخل الشرطة أمرا غير مقبول مشددا على أن الاستقلال البلدي هو حجر الزاوية في ديمقراطيتنا لكنه لا يمكن أبدا أن ينقض الدستور البلجيكي الذي يضمن حرية التعبير والتجمع السلمي منذ عام 1830 وذلك في رد مباشر على قول عمدة سان جوسيه أمير كير وهو منتخب وليس معينا بأنه لا مكان لليمين المتطرف في مدينتنا بروكسل في المقابل شدد دي كرو على الرغم من الأسى الذي عبر عنه قبل أيام عن وجود علاقة مزعومة لبعض أعضاء معسكر التشدد القومي بأموال روسية للتأثير على نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي على أن منع الاجتماعات السياسية أمر غير دستوري وهذه بالطبع ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها أطراف من المعسكر القومي المحافظ والذي يصنف بأنه متشدد على مستوى القارة واللقاء المقرر له الاستمرار حتى يوم غد الخميس من المرتقب أن ينضم إليه شخصيات بارزة على مستوى القوميين المتشددين في أوروبا مثل رئيس حكومة المجر فيكتور أوربان والبريطاني نايجل فاراج والمرشح اليميني المتطرف الفرنسي إريك زيمور ورئيس الوزراء البولندي السابق ماتيوس مورافيتسكي ووزيرة الداخلية البريطانية السابقة سويلا برافرمان وغيرهم على مستوى بلجيكا وبقية أنحاء أوروبا ويعقد المؤتمر تحت اسم المحافظين الوطنيين NatCon ويستمر ليومين في بروكسل وعانى منظموه من أجل تأمين مكان مناسب لاستضافتهم في بروكسل لرمزيتها كعاصمة لمقرات الاتحاد الأوروبي التشنج الذي تسبب فيه منع الشرطة عقد اللقاء أمس لم يمنع الشعبوي البريطاني نايجل فاراج الذي تحمل أيضا وزر إقناع البريطانيين بالخروج من الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016 من استغلال الموقف ليخطب في الحي الذي منع عقد الاجتماع فيه ما يجري في اجتماع القوميين المحافظين على مستوى أوروبا يتزامن مع الاستطلاعات التي تمنح معسكرهم تقدما على مستوى البرلمان الأوروبي القادم بعد الصيف استنادا إلى مواقف تتعلق برفضهم انخراط القارة في جهود مساندة أوكرانيا واعتبار الدعم الأوروبي لكييف يأتي على حساب جيوب الأوروبيين العاديين واستغل أقطاب هذا المعسكر من شمال إلى جنوب القارة أزمة الفلاحين في مختلف دول الاتحاد الأوروبي لصب الزيت على نار الخطاب الذي يحمل الاتحاد مسؤولية تدهور أوضاع طبقات اجتماعية تعاني نتيجة ما يصفونها بيروقراطية وديكتاتورية ساسة بروكسل أي قرارات الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالتحول الأخضر وتفضيلات قدمت للقطاع الزراعي الأوكراني على حساب فلاحي شرق وغرب أوروبا ولا يغيب عن الصورة أن هذا التجمع المتشدد الذي يعادي اليسار ويعتبر نفسه أكثر وطنية وحرصا على قارة أوروبا من يمين ويسار الوسط رفع لواء الدفاع عن مجتمعاته بوجه ما يصفها غزو المهاجرين فأغلب أقطابه بمن فيهم المجري أوربان الذي يعيش حالة توتر في العلاقة بينه وبين بقية قادة أوروبا يعتبرون الهجرة أحد أهم معاول هدم القيم المسيحية والأسرية المحافظة في أوروبا وليس غريبا أن يضم تحالف هذا المعسكر القومي المحافظ في صفوفه من يشككون أصلا بجدوى مشروع الاتحاد الأوروبي وبقائه مستقبلا ويلعبون على وتر وجود مؤامرة لاستبدال مواطني القارة الأوروبيين بمجموعات مهاجرة من دول الجنوب وخصوصا أفريقيا والعالم الإسلامي أحد منظمي المؤتمر أو الحشد هو مركز أم سي سي في بروكسل وهو مؤسسة بحثية ممولة من فيكتور أوربان وعانى القائمون على هذا المركز البحثي للحصول على قبول من فنادق وقاعات في بروكسل لاستضافتهم فيها وهو ما عبر عنه في تنبيه عمدة حي إتيربيك فينسنت دي وولف لفندق سوفيتيل قبل ساعات من الموعد المقرر لإقامة الحدث أمس بشأن هوية المتحدثين وطبيعة التجمع ما أدى إلى اتخاذ قرار في اللحظة الأخيرة بفسخ العقد بين الطرفين وهو ما يؤشر إلى حالة التشنج التي بدأت تلوح في أفق انتخابات البرلمان الأوروبي القادمة فيما يطلق هذا اللقاء صفارة البداية نحو شوط من تحقيق تكتل وازن في برلمان القارة القادم بعد التاسع من يونيو حزيران القادم في مواجهة الهيمنة السابقة ليمين الوسط والمحافظين التقليديين الذين تتحدر من معسكرهم رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين التي ستجد نفسها في مرمى اليمين القومي المحافظ وعدم رغبته في التصويت مجددا لها وبغض النظر ما إذا كان بالفعل سيحضر اليوم وغدا نحو 600 شخص بحسب عضو البرلمان الأوروبي السابق والرئيس الفخري لحزب الإصلاح في بريطانيا فاراج فإن حدة الاستقطاب على مستوى الخطابة لعبة تروق لمعسكر اليمين القومي المتشدد الذي يقدم نفسه على أنه شهيد ديكتاتورية الاتحاد الأوروبي وذلك غير بعيد إطلاقا عن منح الاستطلاعات الأوروبية ارتفاعا في نسبة المصوتين لمعسكرهم على مستوى القارة وفقا على الأقل لبعض التقارير والتحليلات ومن بينها المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية ومراكز بحثية أوروبية أخرى تتوقع تقدم مناهضي بروكسل في تسع من دول القارة النمسا وسلوفاكيا وهولندا وفرنسا إضافة إلى بعض دول إسكندنافيا وألمانيا وبولندا ودول البلطيق دون إغفال تأثير الحرب الأوكرانية وتحميل القارة مسؤولية تدهور العلاقة بروسيا على شعبية هذا المعسكر الذي تعالت الأصوات التي تتهم بعض أطرافه بتنسيق مزعوم لجهوده مع مقربين من الكرملين من أجل تعزيز سردية معارضة الحرب وتبعات التدخل الغربي في أوكرانيا وبالطبع دون القفز عن بقية القضايا التي تهم معسكرهم على مستويات السياسة والاجتماع بما في ذلك التحول الأخضر والهجرة والمسلمون والضرائب والتضخم والمثلية الجنسية التي يعارضونها بقوة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح