سفينة الشرعية رياح مواتية وربان بلا بوصلة
أعلنت الولايات المتحدة تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو قرارٌ من المفترض أن يُشكل نقطة تحولٍ في مسار الصراع اليمني، لكن، وكما هو متوقع، استقبلت الحكومة اليمنية الشرعية هذا القرار بحيرةٍ تليق بقيادةٍ تائهة، تفتقر إلى الرؤية والإرادة، بل وإلى أبسط مقومات الإدارة الفعّالة.
فبالرغم من أن العالم يعترف بشرعية هذه الحكومة، إلا أنها تبدو في عيون المجتمع الدولي كجسمٍ هشٍ، غير مؤهلٍ حتى للاستشارة، ناهيك عن اتخاذ القرار، فالأطراف الخارجية، ترسم خرائط مستقبل اليمن من خلف الكواليس، بينما تقبع الشرعية في زاويةٍ مظلمة، تكتفي بدور الواجهة الشكلية التي لا حول لها ولا قوة يا له من مشهدٍ مهين!، وشعارها رائعة فيصل علوي: من باع نفسه وهان..يصبر على ذي الهيانة.
هذا الواقع المأساوي ليس وليد الصدفة، بل هو نتاج سنواتٍ من الفشل الذريع. منذ عام 2012، فقدت السلطة اليمنية احترامها الدولي بسبب الفساد المستشري، والقيادة الضعيفة، والإدارة العاجزة، تراكم الفشل والهوان حتى بات كل الكون يتجاوز هذا السلطة في كل شي، فالتحالفات تُبنى والتدخلات العسكرية والتصنيفات وترسم الخرائط لمستقبل مظلم للبلاد، لا أحد يخبر تلك السلطة او حتى يتشاور معها، لأن الجميع يعلم أن هذه السلطة لا تملك إرادةً مستقلة، ولا قدرةً على تنفيذ أبسط المهام.
وفي الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تحولاتٍ جيوسياسية كبرى، وتتعرض أذرع إيران لضرباتٍ موجعة، تظل الشرعية عاجزةً عن استغلال الفرص، منشغلة بحرب الهاشتاجات وتفصيل البدلات واختيار الكرافتات وماركات الشوزات، بينما يعاني الشعب من المجاعة والفقر والاحتقان. يا لها من سخريةٍ مُرة!
قرار إدارة ترامب بتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية فرصة أخرى لـالشرعية لتضييق الخناق على الجماعة المتمردة، فالتصنيف يعني تجميد أصول الحوثيين، وفرض عقوباتٍ على أي كيانات تتعامل معهم، بما في ذلك تلك المرتبطة بالاتصالات والموانئ والمطارات والطيران، . لكن السؤال الذي يطرح نفسه: أين هي خطط الشرعية لاستعادة هذه المؤسسات؟ وهل لديها حتى أدنى استراتيجية لاستثمار هذا القرار؟
بدلاً من عقد اجتماعاتٍ طارئة لدراسة تداعيات القرار، ووضع خططٍ دبلوماسية واقتصادية، نجد الشرعية
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على