قمة سعيد وتبون والمنفي الوقائع تكبح التطلعات

٢٩ مشاهدة
تطرح القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس التونسي قيس سعيد ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي أمس الأول الاثنين في تونس أسئلة كثيرة عن خلفياتها الحقيقية وجدواها وآفاقها وتداعياتها الممكنة إقليميا وانعكاساتها على كل بلد وهذا اللقاء هو الثاني من نوعه بعد لقاء أول عقد في الجزائر في مارس آذار الماضي على هامش قمة الغاز إذ كان القادة الثلاثة قد اتفقوا وقتها على إجراء هذه الاجتماعات كل ثلاثة أشهر الاجتماع الثلاثي أمس الأول شمل ملفات عديدة من الأمن المشترك على الحدود إلى الهجرة والطاقة والملف الليبي ولكنه يعقد من دون حضور مغربي وموريتاني وهو تحول لافت في مسار ما كان يعرف باتحاد المغرب العربي الكبير تأسس في فبراير شباط 1989 في مراكش الذي لم يكتب له النجاح على الرغم من كل المحاولات على مدى العقود الماضية ومن أسبابه فشله الرئيسية الخلاف الجزائري المغربي حول الصحراء وغيره من الملفات الجويني لم يصدر شيء يؤكد أن الاجتماع موجه ضد طرف ما ونأمل أن يكون مثمرا ذا بعد استراتيجي عميق ولم يشر اجتماع الاثنين صراحة إلى توجه لتشكيل تكتل إقليمي جديد ولكن من خلال أبرز مخرجاته يبشر بذلك ويضع خطوطا عريضة له خصوصا أن البيان الختامي يشير إلى صوت موحد ومسموع للدول الثلاث وكذلك إلى حضور لافت وتفاعل في الانتماءات الإقليمية والدولية كذلك قال القادة الثلاثة إنه مع بروز مستجدات إقليمية وأزمات دولية متلاحقة لا يمكن لأي دولة أن تواجه تداعياتها بمفردها داعين إلى الاهتمام بالجانب الاقتصادي وعدم الاقتصار على الجانب السياسي فقط في التشاور بينهم ويعتبر الباحث في العلاقات الدولية بشير الجويني في حديث لـالعربي الجديد أنه في ظل الظروف الدولية المتقلبة بشكل عام وفي ظل الاضطرابات في المنطقة المغاربية في جنوب الصحراء والمتوسط يكون من المهم بل ومن المحبذ تداول المسائل ذات الاهتمام المشترك في إطار ثنائي أو ثلاثي فهذا الإطار أو هذا اللقاء بشكل مبدئي سنة حميدة ومطلوبة لأن التشاور بين البلدان ذات الحدود المشتركة والتحديات المشتركة أمر ضروري وعن غياب المغرب وموريتانيا عن اللقاء يشير الجويني إلى أن البعض قد يقول إن هذا الاجتماع موجه ضد طرف أو ضد باقي أطراف الاتحاد المغاربي والمقصود المغرب وموريتانيا ولكن لم يصدر شيء يؤكد هذه التكهنات وكل ما نأمله من هذا الاجتماع أن يكون اجتماعا مثمرا ذا بعد استراتيجي عميق لا يتعلق فقط بمناكفات سياسية من هنا أو من هناك وأن يرشح عنه ما ينفع المواطنين في هذه البلدان الثلاثة ويقدم ولو خطوة بسيطة جدا في الحلم المغاربي وفي بناء هذا التكتل المغاربي المنشود ويشدد على أنه على الرغم من مرور كل هذه السنوات ومن كل العقبات الموجودة الهيكلية والموضوعية والدولية والظرفية الإقليمية إلا أنه يبقى الحلم المنشود لكل المغاربيين والسبيل الأوحد والأمثل للتصدي للتهديدات الداخلية والخارجية منصر الاقتصادات المغاربية ذات اندماج ضعيف جدا وحجم المبادلات البينية متدن جدا وعن هذه المتغيرات المهمة في المنطقة المغاربية يستبعد مؤسس مركز الدراسات الاستراتيجية حول المغرب العربي عدنان منصر في تصريح لـالعربي الجديد أن يكون لهذا اللقاء أي انعكاسات استراتيجية خارج منطقة المغرب العربي سواء تعلق الأمر بأوروبا أو بمنطقة جنوب الصحراء مضيفا الأمر في اعتقادي لا يعدو أن يكون أحد مظاهر التوتر في المنطقة خصوصا التوتر القديم والمتصاعد بين الجزائر والمغرب وعن الاستفادة الاقتصادية الممكنة لبلدان تلتقي حول حدود مشتركة يقول منصر فعليا وفي السياق الحالي يصعب أن تكون لهذا المحور خطط تكامل اقتصادي أو مجرد زيادة معتبرة في حجم المبادلات لأن هيكلة الاقتصادات الثلاثة وغياب الإرادة الفعلية يمثلان عوائق موضوعية أمام هذا الهدف وعن إمكانية تطور هذا التكتل واستمراره مستقبلا يشدد منصر على أنه حتى ينجح تكتل ما يجب أن تسنده كثير من العوامل الموضوعية أي يجب أن يكون بناؤه ضرورة موضوعية مضيفا عمليا إن الاقتصادات المغاربية ذات اندماج ضعيف جدا وحجم المبادلات البينية متدن جدا والأقسى من ذلك أنه منذ إحداث الاتحاد المغاربي قبل 35 عاما لم تتغير الأمور بتاتا ويتابع هذا يدل على أن الذين حكموا البلدان الخمسة عجزوا عن وضع تصور يحقق الاندماج أو حتى تحسينه وعجزوا عن تحقيقه معنى ذلك أنهم لم يروا ضرورة له فبقي الاتحاد المغاربي هيكلا بيروقراطيا بلا فائدة بل إن قيادات الدول الخمس عجزت حتى عن تنظيم قمة مغاربية منذ قمة التأسيس قبل ثلاثة عقود ونصف

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح