سعي ممنهج لطمس معالم ثورة 26 سبتمبر اليمنية
صنعاء – نبيل شايع :
مـنذ الأيام الأولى لانقلابها على الدولة اليمنية سعت جماعة الحوثي باتخاذ إجراءات وخطوات من شأنها العمل على طمس معالم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي أسقطت الحكم الإمامي وأعلنت قيام الجمهورية في اليمن الشمالي من بين تلك المساعي تغيير ملامح ومسميات تلك الثورة ،ونقصد هنا بالمعالم المكانية أي الشوارع ومباني القصور والوزارات والمؤسسات والهيئات والمتاحف والمدارس والأندية التي شُيدت إبان الثورة السبتمبرية عام 1962.
عمل الحوثيون أيضًا على تغيير المناهج الدراسية، وحذف الصفحات التي تبيّن محاسن ثورة 26 سبتمبر، واستبدالها بصفحات تُمجد الحكم الإمامي، وشجعوا الدراسات والمؤلفات التي تشكك في أهداف الثورة السبتمبرية، وخصصت في وسائل إعلامها صفحات ومساحات تستضيف فيها شخصيات مهمتها الانتقاص من أهمية قيام ثورة سبتمبر 1962.
لماذا تسعى الجماعة إلى طمس معالم وأهداف ثورة الـ 26 من سبتمبر؟، و هل نجحت جماعة الحوثي في تقزيم الثورة السبتمبرية وتغيير الصورة الذهنية عن تلك الثورة في عقول النشء ؟
في صبيحة السادس والعشرين من سبتمبر 1962، صعد الضابط الشاب علي عبد المغني لقيادة دبابة باتجاه قصر الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين بصنعاء، ومن الدبابة أطلق الضابط أول قذيفة استهدفت ذلك القصر فكانت إيذاناً لمرحلة حقيقية بإنهاء الحكم الإمامي في اليمن.
إخفاء مارد الثورة
عقب اندلاع الثورة وتدعيم أركانها، رأى مجموعة من قياداتها والذين كانوا يُعرفون باسم ” الضباط الأحرار”، أن تكون تلك الدبابة معلماً بارزًا يوضح نضالهم ضد الإمامة وأطلقوا على تلك الدبابة اسم “مارد الثورة “، وتم وضعها وسط ميدان التحرير وسط العاصمة اليمنية صنعاء.
ومنذ ذلك الوقت كان المكان الذي وضعت فيه الدبابة “مارد الثورة” مزاراً لليمنيين القادمين من صنعاء ومختلف القرى والمناطق اليمنية ،يتذكرون فيه أمجاد أجدادهم وانتصار ثورتهم السبتمبرية.
في 2004، نقل أحمد الكحلاني، المعين حينها أمين العاصمة، مارد الثورة من ميدان التحرير بالعاصمة صنعاء إلى دائرة الأشغال العسكرية بمبرر الصيانة. لم يتم إعادة المارد حتى الآن وقامت جماعة الحوثي بإخفائه عقب سيطرتها على صنعاء في سبتمبر 2014
ارسال الخبر الى: