سطوة القبيلة تعزز العنصرية والتمييز الطبقي في اليمن

في محافظة حجة شمال غربي اليمن، أحب الشاب يحيى السباعي فتاة، وقرر التقدم للزواج منها، لكن قراره سبَّب إصدارَ قبيلته آل السباعي، في 6 مايو/أيار الماضي، وثيقةً تعلن فيها التبرؤ منه بحجة مخالفته للأعراف عبر إقدامه على خطبة فتاة من فئة اجتماعية أدنى، وصفهتا الوثيقة بـابنة المزين في إشارة إلى مهنة والدها الحلاق، ما يعتبر مخالفة للتقاليد القبلية.
وتضمن قرار القبيلة عقوبات تم اتخاذها بحق الشاب، تتمثل بإخراجه من الإخاء القبلي، وفقدانه جميع حقوقه ومزاياه بصفته عضواً في القبيلة، ومنعه من المشاركة في المناسبات والفعاليات القبلية، واعتباره غير مرحب به في ديوان القبيلة، أو أي تجمع قبلي آخر.
وأثارت وثيقة قبيلة السباعي جدلاً واسعاً بشأن التمييز الاجتماعي، وانتهاك الحريات الشخصية، وقوبلت بموجة استنكار من كثيرين وصفوها بأنها تعزز العنصرية والتمييز الطبقي بين أبناء المجتمع اليمني، وتسهم في التفكك الأسري والمجتمعي، وتقوض قيم المساواة الاجتماعية والقيم الإنسانية، كما تخالف قوانين الدولة وتشريعاتها التي تنص على مبدأ المساواة بين المواطنين.
ولا تنحصر أسباب تبرؤ القبيلة من أفرادها بمخالفة العادات، ففي 3 إبريل/ نيسان الماضي، أعلنت عائلة العزكي في محافظة المحويت (جنوب غرب صنعاء)، تبرؤها من الفنان اليمني المعروف عمار العزكي، وذلك بعد تداول مقطع فيديو لأغنية أصدرها في عيد الفطر الماضي، وظهر فيها وهو يؤدي الأغنية إلى جانب راقصات.
وقالت قبيلة العزكي في بيان، إنها تدين وتستنكر ما قام به عمار العزكي من أفعال وتصرفات مخلة بالقيم والمبادئ، ومنافية للتقاليد والأعراف القبلية، مخالفاً بذلك الهوية الإيمانية التي يتحلى بها المجتمع. وأضاف البيان: نؤكد للجميع أننا متبرئون إلى الله من هذا الشخص، ومن تصرفاته منذ توجهه في هذا الطريق المشين والمنحرف المخالف للهوية الإيمانية وقيم الدين الإسلامي، وعادات وتقاليد المجتمع اليمني المحافظ على دينه وهويته، وهذا الشخص حاله كحال أولئك المنحرفين ممن تخلوا عن قيمهم ومبادئهم تأثراً بالثقافة الغربية المنافية لقيم الإسلام.
ويقول أستاذ علم الاجتماع، محمود البكاري، لـالعربي الجديد: لا نستطيع أن نتحدث عن قوانين قبلية، فالقوانين تشريعات رسمية مكتوبة تنظم حياة
ارسال الخبر الى: