سجون سورية الشهادة حين يدلي بها الجلادون

24 مشاهدة

في ديسمبر/كانون الأول من عام 2024، بينما كان العالم يشاهد السقوط الدراماتيكي للرئيس السوري السابق، بشار الأسد، الذي أنهى 14 عاماً من الحرب الأهلية المدمرة، كانت هناك قصة أخرى أكثر قتامة تنتظر أن تُروى، قصة لا تخص الساحات العامة المليئة بالمحتفلين، بل تخص الزنازين السرية والمقابر الجماعية، وأكثر من 100 ألف مفقود سوري وغير سوري. هنا، يأتي الفيلم الوثائقي الناجون من سجون سورية (Surviving Syrias Prisons) الذي أُنتج عام 2025، ليكون شهادة صادمة على واحدة من أكثر حملات القمع الحكومي وحشية في التاريخ الحديث.
يتميز الفيلم بحصوله على وصول نادر لأكثر من 40 من عناصر النظام السابق، من ضباط المخابرات إلى حراس السجون الذين أشرفوا على التعذيب والإعدام. هذه الاعترافات التي سُمعت للمرة الأولى تكشف العقلية والدوافع لدى أولئك الذين مارسوا التعذيب، وكيف دربهم النظام ومكّنهم من ذلك. يُقدم الجلادون في الفيلم تفسيراتهم لأفعالهم، يتحدثون عن عملية غسل الدماغ التي تعرّضوا لها في المدرسة وأثناء الخدمة العسكريّة، وعن تعرّضهم للضرب والتنكيل، خلال تدريبهم في فروع نظام الأسد العديدة، تحذيراً لما سيحدث لهم إذا عصوا الأوامر. أحد الضباط يتحدث عن كيف أن السجناء كانوا كتلة واحدة... كانوا جميعاً متشابهين، بينما يقول آخر إن أي شعور بالذنب كانت تتجاوزه معرفة أن إظهار أي رحمة يعني أن تحكم على نفسك بالإعدام.
في مقابل شهادات الجلادين، ينسج الفيلم قصة الأخوين شادي وهادي هارون، الناشطيَن السلميّين اللذين قضيا ما يقرب من عقد في نظام السجون الوحشي التابع للأسد. تبدأ قصتهما في عام 2011، عندما نظّما تظاهرات ضد النظام وأحلاماً بإسقاط الأسد ليقابلا بعدها بعقدٍ من التعذيب والتنكيل. يأخذ الوثائقي المشاهدين في رحلة مع الأخوين هارون أثناء عودتهما إلى مواقع اعتقالهما، فرع المخابرات الجوية في حرستا وسجن صيدنايا العسكري سيئ السمعة. في حرستا، يشير الأخوان إلى حواف النوافذ المرتفعة، حيث كان السجناء يحاولون إيجاد مكان للنوم، لأن 400 منهم كانوا محشورين في غرفة مساحتها عشرة أمتار في ثمانية أمتار فقط.
يخصص الفيلم مساحة كبيرة لكشف

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح