وول ستريت تتراجع بعد صعود تاريخي والمستهلك الأميركي يشد الأحزمة
تعيش الأسواق الأميركية لحظة توازن دقيقة بين زخم الأرباح وضغوط التشبّع المالي. فبعد موجة صعود قياسية للأسهم بلغت 16 تريليون دولار من أدنى مستوياتها في الربيع الماضي، بدأت مؤشرات وول ستريت تُظهر علامات تعبٍ وارتداد، فيما شهدت السندات الحكومية إقبالاً قوياً من المستثمرين الباحثين عن ملاذ آمن. في المقابل، أظهرت بيانات مجلس الاحتياط الفيدرالي تباطؤاً في وتيرة الاقتراض الاستهلاكي، ما يعكس حذر الأسر الأميركية، وسط مخاوف من تباطؤ سوق العمل، وارتفاع الفوائد على بطاقات الائتمان.
في التفاصيل، تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية في وول ستريت بعد موجة صعود غير مسبوقة دفعت مؤشر ستاندرد أند بورز 500 (SP 500) إلى تسجيل سلسلة من القمم التاريخية، قبل أن تشهد الأسواق عمليات جني أرباح بدافع ما وصفه محللون بـإرهاق المشترين. وانخفضت أسهم التكنولوجيا الكبرى التي قادت الارتفاع السابق في وول ستريت بعدما كشفت تقارير أن هوامش أرباح شركة أوراكل (Oracle) في خدمات الحوسبة السحابية أدنى من التقديرات، بينما هبطت تسلا (Tesla) إثر خفض أسعار سياراتها الأكثر مبيعاً.
ورغم هذا التراجع، نقلت بلومبيرغ عن محللين في يو بي إس (UBS Global Wealth Management) أن التراجع الحالي يمثل فترة استراحة طبيعية في مسار صعود يستند إلى أسس اقتصادية متينة، مؤكدين أن الزخم الإيجابي المدعوم بالاستثمارات في الذكاء الاصطناعي لا يزال قائماً. وقد خسر المؤشر نحو 0.7% ليستقر حول 6,700 نقطة، في حين ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.12%، مع صعود طفيف في قيمة الدولار.وفي الوقت نفسه، واصلت سندات الخزانة الأميركية (Treasuries) مكاسبها بعد مزاد ناجح لبيع سندات ثلاثية السنوات بقيمة 58 مليار دولار، حيث بلغت العوائد 3.576%، أي أقل من التوقعات المسبقة، ما يعكس قوة الطلب بالرغم من الارتفاع الأخير في العوائد خلال الشهر الماضي.
وأشار الخبير أنجيلو مانولاتوس من ويلز فارغو سيكيوريتيز لشبكة بلومبيرغ إلى أن ارتفاع العوائد الأخيرة جعل السندات قصيرة الأجل أكثر جاذبية، خاصة في ظل التوقعات ببقاء خطة الاحتياط الفيدرالي (Fed) لخفض أسعار الفائدة في ديسمبر على
ارسال الخبر الى: