سام برس معركة السيادة في عصر الاستلاب الفكري

33 مشاهدة

بقلم/ د. حسن حسين الرصابي
في عالمٍ تلاشت فيه الحدود التقليدية للحروب، لم يعد الصراع مقتصرًا على المواجهة العسكرية المباشرة أو الصخب الميداني، بل انتقل إلى أروقة صناعة الوعي وهندسة الفقر. إن ما نشهده اليوم هو محاولة ممنهجة لتحويل الإنسان من كائنٍ مفكر ذي رسالة حضارية، إلى مجرد ترس في آلة استهلاكية ضخمة، يُنهكه الركض خلف لقمة العيش حتى يغيب عن ذهنه السؤال الأهم: لماذا نُستنزف؟ ومن المستفيد من بقائنا في دوامة الاحتياج؟
الفقر كأداة سياسية.. لا مصادفة اقتصادية
يخطئ من يظن أن الفقر في مجتمعاتنا هو مجرد تعثر عابر في مؤشرات النمو أو نتيجة طبيعية لندرة الموارد؛ بل هو في جوهره سياسة مقصودة وأداة من أدوات الإخضاع. إن إشغال الشعوب بضمان البقاء البيولوجي (الطعام والمأوى) هو أسلوب قديم متجدد لضمان عدم تفرغ العقول للنقد أو التغيير.
حين يتحول الفقر من أزمة مادية إلى حالة نفسية متوارثة، يفقد الفرد ثقته في قدرته على الفعل، وينطفئ لديه بصيص الأمل، وهنا تكتمل حلقة السيطرة؛ فالإنسان المنهك يسهل قياده، والمواطن المستسلم هو البيئة الخصبة للتبعية والارتهان للخارج.
سلاسل العصر: من قيد الحديد إلى أسر الذهن
لقد استبدلت القوى المهيمنة، وعلى رأسها الأجندة الصهيونية التي فصلنا القول في مخططاتها سابقاً، السلاسل الحديدية بـ قيود ذهنية ناعمة وأكثر فتكاً. هذه القيود تتمثل في:
* الإغراق الاستهلاكي: تحويل قيمة المرء إلى ما يملكه لا ما يحمله من قيم.
* تشتيت الوعي الجمعي: إثارة الصراعات الهامشية والنزاعات البينية لاستنزاف الطاقات الفكرية.
* تسطيح الفكر: عبر منصات إعلامية لا تقدم معرفة، بل تقدم تخديراً مستمراً.
إنهم لا يريدون مواطناً متطوراً يمتلك أدوات التحليل والمقارنة، بل يريدون عاملاً منهكاً يستهلك ما ينتجون، وينفذ ما يخططون، دون أن يشعر بمرور الزمن أو ضياع المعنى والهوية.
لماذا يخشون الوعي؟
إن المعادلة بسيطة بقدر ما هي خطيرة، فالوعي هو مضاد السموم لكل الأجندات المشبوهة:
* المواطن الواعي: يدرك حقوقه وواجباته، فيصبح صخرة صلبة تتحطم عليها أمواج الفساد والظلم.
* المثقف الحقيقي: يمارس

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح