سام برس حضرموت نبض اليمن لا للابتلاع ولا للبيع

بقلم / الدكتور حسن حسين الرصابي
نداءٌ من صميم الأرض : الوطن أغلى من كل ثمن
الوطن ليس مجرد حدود جغرافية أو خريطة صماء؛ إنه العهد، والذاكرة، وكرامة الأجداد، والدم الساري في العروق. في هذه اللحظات الحرجة، حين تُمد أيادي الطمع لتشريح أراضينا وتقسيم خيراتنا، يصبح الحب الحقيقي للوطن فرضًا مقدسًا وواجبًا وجوديًا.
نقف اليوم أمام محكٍّ يحدد مصير الأجيال القادمة. فليعلم الجميع أن لا مساومة في شبرٍ من التراب الوطني، ولا بيع للذمة والشرف مهما كان الثمن. إن العميل الذي يبيع أرضه ووطنه للأجنبي، مهما تودد إليه ومهما دفع له من مال، هو خائن مجرَّد من كل انتماء، وتبقى أطماع المستعمر، القريب والبعيد، هي المحرك الأصيل لسلوكه المخادع.
الوطن هو شرفنا الذي لا يساوم، وعهدنا الذي لا ينقض، وفداؤه بالروح هو أقدس أنواع العبادة.
حضرموت: التاريخ الذي يراد له أن يكون غنيمة
في قلب اليمن، تقف حضرموت الشامخة، ليست مجرد أرض، بل هي عِرقٌ ممتد من صدر اليمن إلى آخر نبض فيه. هي ذاكرة، وتاريخ، وكرامة، هي عمامة عالم وسيف مقاتل، هي رِجل تاجر هزّ البحار ونشر الإسلام في أصقاع كثيرة من البلدان. ولكنها اليوم، تتعرض لخطر وجودي، لخطر الابتلاع والضم، وتُستدعى إلى مائدة عار ليس فيها سيادة ولا وجوه تشبهنا.
إذ تُمد أيادٍ غريبة، تسعى لتقسيم وتجزيء حضرموت، وتتعامل معها كأنها غنيمة معروضة على مزاد علني تديره قوى إقليمية تحت غطاء زائف من الاستثمار والتنمية والحماية.
لنسأل بصدق:
* أي حماية هذه حين يأتي الحامي بصفة الطامع؟
* وأي سيادة تلك حين يُزرع العلم الأجنبي ليتحكم بمصيرنا وخيرات بلادنا؟
إنها مخططات مكشوفة؛ السعودية تستهدف النفط، والتوسع في الجغرافيا، والإمارات تتطلع إلى الساحل والموانئ والجزر. عيني عينك تتقاسم اليمن ومياهها الإقليمية، بهدف تحويل حضرموت إلى مجرد إقليم مُلحق في خريطة نفوذهم.
تاريخ نضالي عصي على الاحتلال
إن من يظن أن حضرموت يمكن ابتلاعها هو جاهل بتاريخها النضالي العميق. هذه الأرض لم تسقط يومًا إلا لتنهض أقوى، وقد سجلت في
ارسال الخبر الى: