سام برس بيوت بلا سقف وأرواح بلا حارس

67 مشاهدة

بقلم /عادل حويس
ما أن تسير في طرقات أسواقنا حتى تبرز أمامك مشاهد توقظ في النفس سؤالاً موجعاً: أين الحماة؟ أين حراس القلوع والأعراض؟ إنها ليست أزياء تقاس برياشتها، ولا موضة تحكى في مجلاتها بل هي صرخات صامتة تطلقها نفوس تائهة خرجت من بيوتها كما تخرج السفينة من مينائها بلا ربان ولا بوصلة.
إنهن بناتنا.. يبحثن عن ذواتهن في مرايا المتاجر ويستعرن الثقة من قماش غير مخيط على مقاس القيم. ولكنهن في الحقيقة ضحايا فراغ أليم فراغ المقعد الخالي في سفينة الأسرة غاب عنه ربانها الحكيم الرجل الذي يفهم أن رسالته ليست توفير القوت فقط بل هي البناء والتوجيه والحماية والقدوة.
غاب من يفهم أن الرتب الأسرية ليست سلطة جوفاء بل هي مسؤولية تحمل برفق وحزم كحمل الأمهات لأطفالهن.
إن هذا المنظر ليس مجرد خروج عن المألوف بل هو علامة على انهيار داخلي انهيار في جدار المسؤولية الذكورية أولاً. فكيف نطلب من غصن ناعم أن يقف منتصباً في عاصفة العولمة إذا كان الشجرة نفسها تفتقر إلى الجذور الراسخة والأغصان القوية التي تحميه وتظله؟
إن الأسرة هي الحصن الأول والرجل فيه حارس البوابة. وهو حين يتخلى عن حراسته لا يخون فرداً بل يخون أمة. إن تربية الجيل ليست مهمة عابرة تلقى على كاهل الأم وحدها بل هي شراكة مقدسة يقوم فيها الرجل بدوره كقائد يبث الطمأنينة ..ويغرس الثقة.. ويضع الحدود بيد من حنان.. فيصنع من بيته معمل أبطال ومدرسة أخلاق وقلعة يصعب على رياح الانحلال اختراقها.
إن استعادة مجدنا لن تبدأ في الميادين العامة وحدها بل في غرف معيشنا وفي زوايا بيوتنا. إنها تبدأ عندما يعي الرجل أن قيمته ليست في ما يملك بل في من يربي. عندما يدرك أن أعظم استثمار له هو أن يخرج للمجتمع إنساناً واعياً يحترم ذاته فيحترم مجتمعه يعتز بدينه وهويته فيكون منيعاً ضد كل ريح عاتية.
فلنعد إلى بيوتنا أيها الرجال.. فلنملأها حباً وحضوراً ومسؤولية. فلنكن كما أرادنا الله: قوامين بالقسط حريصين على فلذات أكبادنا

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع سام برس لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح