سام برس اليمن ووهم التقسيم

بقلم / عادل حويس
يشهد اليمن اليوم مرحلة شديدة الحساسية حيث تتنامى الدعوات التي تدفع نحو التقسيم وكأنها حل سحري لأزمات البلاد بينما الحقيقة أن هذا الخيار لا يحمل لليمنيين سوى مزيد من التعقيد والصراعات.
فالوطن الذي أنهكته الحروب والتجاذبات بحاجة إلى جسر يلم شتاته لا إلى حدود جديدة تزيد الجراح عمقا.
إن تقسيم اليمن ليس مخرجا بل بداية لفصل جديد من الاضطراب إذ سيحول المناطق إلى ساحات نفوذ متصارعة ويمنح التدخلات الخارجية مساحة أوسع للتغلغل في شؤون البلاد. ولن تكون النتيجة سوى سلسلة صراعات تهدد ما تبقى من نسيج اجتماعي ومؤسسات دولة.
اليوم.. أكثر من أي وقت مضى يحتاج اليمن إلى صوت العقل وإلى خطاب وطني يجدد الإيمان بوحدة الدولة كضرورة وجودية لا مجرد خيار سياسي.
فاليمن الموحد هو الطريق الوحيد نحو الاستقرار والتنمية واستعادة الحياة الطبيعية التي يطمح إليها المواطنون في كل محافظات البلاد.
إن مسؤولية السياسيين والمثقفين والإعلاميين كبيرة فإما أن يكونوا روافع للوحدة والبناء أو جزءا من معاول الهدم. وما بين هذين الطريقين لن يكتب المستقبل إلا لمن يضع مصلحة اليمن فوق كل اعتبار.
اليمن يستحق أن يبقى واحدا قويا قادرا على النهوض لا أن يتبعثر في خرائط صغيرة لا يحملها التاريخ ولا تقبل بها الجغرافيا.
ارسال الخبر الى: