سام برس اليمن ال30 نوفمبر بين الأمس واليوم

بقلم/ معروف درين
عندما نعودُ بالذاكرة الى ستينات القرن الماضي وإلى الحركات التحررية ونضالات الشعوب ضد المحتلين حريٌ بنا أن نتوقف عند الاستعمار البريطاني الذي جثم على جزءٍ من اليمن الحبيب لقرابة مائة وثمانية وعشرون عاماً، عند العودة إلى هذه الحقبة الزمنية لابد أن نستذكرُ كل تلك الدروس والبطولات ونقارنها بحاضرنا اليوم وما يجب أن نعمله مع محتلين اليوم وأعداء الاستقرار والنجاح.
صحيح أن ثمة محاولات لدحر الاحتلال البريطاني عن جنوب اليمن سبقت 1963م، ولكنها لم تكن بالشكل المطلوب والتكتيك والتخطيط الذي يقود إلى النجاح، وبتعاون وتكاتف أحرار اليمن شماله وجنوبه انطلقت الشرارة الأولى من جبال ردفان الأبية في الرابع عشر من أكتوبر 1963م بقيادة المناضل الكبير راجح لبوزة ورفاقه الأحرار، واستمرت المظاهرات والمعارك بين أحرار اليمن والمحتلين لقرابة أربعة أعوام تُوجت بقبول المحتل الانسحاب والتوقيع على اتفاقية جنيف في التاسع والعشرين من فبراير 1967م ومن ثم اعلان الاستقلال في الثلاثين من نوفمبر من نفس العام.
واليوم وبعد مرور قرابة ثمانية وخمسون عاماً على خروج أخر جندي بريطاني من عدن، يعود المحتلين الجدد إلى اليمن الحبيب وبأكثر من وجه وشكل ولون وأكثرُ حقداً وتمزيقاً ومؤامرة ودموية، كيف لا ونحن نشاهدُ الكثير من المناطق اليمنية تقبعُ تحت الاحتلال الاماراتي السعودي وتعيث فيها الفساد وتذيقُ سكانها شتى انواع العذاب والقمع فضلاً عن الأوضاع المعيشية والاقتصادية المتردية جداً ونهب ثروات وخيرات البلاد تحت مسميات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب وفرض الوصايا واذكاء الحروب والفتن الداخلية بين أبناء الشعب اليمني الواحد.
فثمة من يدعم مشروع انفصال الشمال عن الجنوب وثمة من يدعم ويمول ويجهز لقيام كنتونات صغيرة على أساس مذهبي وطائفي الهدف منه بقاء اليمن متشضي منقسم غير آمن وغير مستقر تحت الوصايا مسلوب الإرادة والهوية والحرية يخدم أجندة ومشاريع المحتلين الجدد الذي هم في الأصل أدوات وسخة لأجندات ولي نعمتهم في واشنطن وتل آبيب أعداء السلام والإسلام.
فاليوم يقف أبناء اليمن أمام مفترق طُرق وفي ظرف استثنائي حرج يفرضُ عليهم استيعاب الدرس وفهم المعادلة،
ارسال الخبر الى: