ساعتان مع الشرع سورية الراهنة والمنتظرة

132 مشاهدة

يُقدم الرئيس أحمد الشرع سردية الواقع لسورية الراهنة، بِعُقد الداخل والفرص الممكنة للنهوض، واستعادة الدولة ومؤسّساتها، وسورية المنتظرة دولة لا طموحات لها خارج حدودها، وقابلة للحياة بعد عقد ونيّف من الدمار وزمن مديد من الاستبداد، وهو يُريدها بلداً يفخَر به أبناؤه. ويأتي إليها جيرانها بدون حسابات ومخاوف. أما رؤيته للخارج فهي محكومة بـالمصالح المشتركة التي يجب أن نستند إليها.

قلّب الشرع في لقاء إعلامي، الأحد الماضي، أوجاع الزمنين الراهن والبعيد، لكنه لم يكن أسيراً للماضي، وأعلن براءته من ملفّات كثيرة، من التشدّد والغلو، ومن أن يكون امتداداً للإخوان المسلمين، ومن أن يكون مبتهجاً بالربيع العربي، ذلك زمن مضى، وقد أعلن في خطابه الأول للشعب وللعالم أن الثورة انتهت. ... لكنه لم يُخفِ تحوّلات مسيرته قائلاً: قاتلنا مع العراقيين بعد العام 2004 الاحتلال، وبعد ذلك ظهروا هم كمقاومة وطنية وصُنفنا نحن كإرهابيين، لكني لم أوذِ عراقياً..، لكنه اليوم بدا معجباً بتجربة رئيس الوزراء العراقي محمد شيّاع السوداني وتقليله من حدّة الأيديولوجيا، وسعيه إلى مسار البناء الذي اتّخذه، والأعمال التي قامت بها حكومته وموقفها من تحرير سورية.

في قصر الشعب، الذي كان عنوان القهر سابقاً، يستقبل الشرع ضيوفه، والقاعة الدمشقية التي قال إنها أكثر ما يحبّ به، لأنها تمثل طراز العمارة الإسلامية الشامية، فبسط رؤيته وآماله ومخاوفة، ورؤيته لمشهد معقّد، وأرسل جملة من الرسائل عن علاقاته مع الجيران ومع العالم، ومع الاحتلال الإسرائيلي، الذي أكّد أنه لن يمانع بالذهاب إلى سلام معه بسقف الأمن والعودة إلى الجولان وحالة اللاحرب. وهذا مهم، يجب أن لا نكون خجولين، والسلام يحتاج لإرادة وشجاعة ولن نخاف من إعلانه، وما يصبّ في المصالح السورية وبالتشاور سنذهب إليه ولن نعمل في الخفاء.

سورية الأسد غير سورية الشرع، عند الأول كانت عصابة لطاغية، ومع الثاني هي محاولة لاستدراك ما فات، ودولة مؤسّسات للجميع

لا يرمي الرجل وعوداً طائشة، أو كلاماً كبيراً محمّلاً بأمجاد الماضي، يُدرك المخاطر لكنه لا يعيش في ظلالها، وإن تطلب الأمر حسماً يتّخذ قراره. الرجل الذي

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح