سارجنت والموضة عودة إلى الأزياء الراقية

٣٠ مشاهدة
بدأت الملامح الأولى للموضة وتصاميم الأزياء بالمعنى الحديث للمصطلح خلال القرن التاسع عشر في أوروبا وتحديدا في باريس مع توظيف مصممي الملابس العديد من المساعدين والعاملين في هذه الأثناء كانت تتشكل تجربة الفنان جون سينغر سارجنت 1856 1925 أحد أمهر فناني البورتريه في القرن التاسع عشر كان سارجنت مولعا بالموضة وأشكال الأزياء في عصره وتميز بتوظيفه لها في أعماله كما لم يصورها فنان من قبل ساعده على ذلك قربه من دوائر المجتمعات الراقية في فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وهي الأماكن التي عاش فيها سنوات ممتدة من حياته من أجل تسليط الضوء على هذا الجانب في حياة هذا الفنان ينظم متحف تيت غاليري في لندن حتى السابع من يوليو تموز المقبل معرضا لأعماله تحت عنوان سارجنت والموضة في هذا المعرض تعرض أعمال سارجنت مع أمثلة من الملابس الأصلية المصورة في لوحاته ولد سارجنت في إيطاليا لأبوين من أميركا الشمالية وعاش متنقلا خلال طفولته بين دول أوروبية عدة قبل أن يكتسب شهرته الفنية في باريس عام 1886 استقر في لندن على الرغم من استمراره في السفر بين أوروبا والولايات المتحدة الأميركية جسد سارجنت القيم العالمية للمجتمع الراقي في القرن التاسع عشر الذي كانت تنتمي إليه العديد من جليساته في دوائر هذه المجتمعات الراقية كانت الملابس الفاخرة ذات دلالة خاصة إذ وصفتها الكاتبة الأميركية إديث وارتون في روايتها عصر البراءة بأنها كانت كالدرع في قدرتها على منح ميزة اجتماعية كما كانت صور البورتريه الشخصية قادرة على ترسيخ الانطباعات حول الأشخاص إذ يمكن لخيارات الملابس التي تنطوي عليها هذه الصور تحسين سمعة الأشخاص أو الحط من شأنهم استطاع سارجنت أن يوفق في أعماله بين رغبات جليساته وتطلعاته الفنية فلم يكن الفنان يرسم جليساته فحسب بل كان يخرج المشهد وتصميمه على أفضل صورة ممكنة فكانت كل تفصيلة في لوحاته موضوعة في مكانها وكل ثنية من ثنيات الأقمشة مصممة بعناية مثلت أشكال الملابس والأقمشة محفزا لإنشاء هذه المشاهد الجذابة وعمل الفنان على تثبيت ملابس جليساته ولفها وطيها لخلق تأثيرات مختلفة وجديدة فكانت جلسة التصوير تتسم بالصعوبة ومصدرا لمعاناة جليساته أحيانا سارجنت واللون الأسود ارتبطت الملابس السوداء تاريخيا بالحداد غير أن هذه الفكرة بدأت تتغير مع توظيف اللون الأسود من قبل مصممي الأزياء في تلك الفترة والتعامل معه كلون عصري مناسب لكل المناسبات ينعكس هذا التغير في التعامل مع اللون الأسود على لوحات سارجنت بوضوح الذي رسم ما يقرب من نصف جليساته من مختلف الأعمار وهن ترتدين عباءات سوداء بين هذه الأعمال لوحة السيدة فيرجيني غوترو وكانت إحدى الشخصيات البارزة في المجتمع الباريسي في القرن التاسع عشر تعد لوحة غوترو أحد أهم أعماله وأكثرها إثارة للجدل فرغم فرادتها وجمالها إلا أنها تسببت في ترك الفنان باريس وعدم العودة إليها مرة أخرى عرضت هذه اللوحة لأول مرة عام 1884 في الصالون الذي أقيم في قصر الشانزليزيه في باريس أظهرت اللوحة في الأصل حزام الكتف الأيمن المرصع بالجواهر وقد انزلق عن كتف السيدة غوترو وكان ذلك سببا في تعرض اللوحة للسخرية الشديدة من قبل النقاد والجمهور ووصفها بعدم الاحتشام اضطر سارجنت بعدها إلى معالجة اللوحة من جديد وإعادة الحزام إلى موضعه على الكتف غير أن الأمر تسبب في تضرر سمعته في أوساط المجتمع الفرنسي ما اضطره إلى مغادرة باريس نهائيا والاستقرار في لندن قبل العودة مرة أخرى إلى الولايات المتحدة احتفظ سارجنت بهذه اللوحة حتى بعد وفاة غوترو عام 1915 وباعها لاحقا إلى متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك وفي رسالة إلى مدير المؤسسة كتب سارجنت أعتقد أن هذا هو أفضل شيء قمت به من الملاحظ هنا أن العديد من الأزياء التي ارتدتها جليسات سارجنت كانت من تصميم تشارلز فريدريك وورث 1825 1895 وهو أحد المصممين الذين سيطروا على الموضة الباريسية خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتزامنت أكثر سنوات وورث نجاحا مع ذروة مسيرة سارجنت المهنية رساما للبورتريه وكان وورث أول من ابتدع عروض الأزياء بعرض تصاميمه على عارضات حقيقيات وترسخت في عصره سمعة باريس عاصمة للموضة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح