زيارات إيرانية متلاحقة لدمشق تأكيد النفوذ العسكري في سورية
٤٠ مشاهدة
لم يكد ينهي كبير مستشاري المرشد الإيراني عضو مجمع تشخيص المصلحة علي لاريجاني زيارته إلى العاصمة السورية دمشق حتى وصلها وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده في خضم حملة جوية إسرائيلية على أهداف يعتقد أنها تابعة لإيران وحزب الله في سورية ما يدفع للاعتقاد أن لهذه الزيارة أهدافا غير التي أعلن عنها عبر وسائل الإعلام واجتمع عزيز نصير زاده أمس الأحد مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق وذكرت وسائل إعلام مقربة من النظام السوري أن الأسد بحث مع نصير زاده والوفد المرافق له قضايا تتعلق بالدفاع والأمن في المنطقة وتعزيز التعاون بين البلدين لمواجهة الإرهاب وتفكيك بنيته بما يخدم استقرار المنطقة وأمنها وأضافت أن الأسد أكد خلال اللقاء أن القضاء على الإرهاب مسؤولية إقليمية ودولية لأن أخطاره تهدد شعوب العالم كلها من جانبها ذكرت وكالة مهر الإيرانية أن وزير الدفاع الإيراني التقى أيضا قبل ذلك الفريق عبد الكريم محمود إبراهيم رئيس الأركان في جيش النظام السوري ومع نظيره لدى النظام علي محمود عباس وأضافت الوكالة أن نصير زاده بحث في دمشق تعزيز العلاقات الدفاعية الثنائية وتأكيد الدور المركزي لدول المنطقة في توفير الأمن وضرورة سحب القوات الأجنبية ومواصلة التعاون الثنائي لمواجهة مختلف أشكال الإرهاب فضلا عن دراسة التطورات في المنطقة وجبهة المقاومة ياسين جمول طهران قامت بإعادة تموضع مليشياتها في سورية مع اشتداد الضربات الإسرائيلية عليها وكانت وكالة سانا التابعة للنظام قد ذكرت أن زيارة وزير الدفاع الإيراني التي بدأت السبت الماضي تتضمن مباحثات تشمل آخر المستجدات في المنطقة بشكل عام وتعزيز التنسيق والتعاون بين الجيشين الصديقين بما يسهم في مواصلة محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة قلق إيراني على نفوذها في سورية وكان علي لاريجاني قد زار دمشق الخميس الماضي ناقلا رسالة إلى الأسد من المرشد علي خامنئي ما يعكس ربما قلقا إيرانيا على نفوذها العسكري في سورية والذي بدأ منذ العام 2011 حين وقفت طهران بقوة مع نظام الأسد لوأد الثورة التي انطلقت ضده في ربيع ذلك العام وجاءت زيارة لاريجاني ومن بعده نصير زاده إلى سورية في خضم حملة جوية إسرائيلية ضد النفوذ العسكري لإيران وحزب الله في مناطق سيطرة النظام خصوصا في جنوبها ووسطها ما يدفع للاعتقاد أن لهاتين الزيارتين أهدافا غير التي أعلنت عنها وسائل إعلام النظام السوري أو الإيرانية وتشي الزيارات المتتابعة من كبار المسؤولين الإيرانيين إلى العاصمة دمشق أن طهران ربما بصدد إجراء تغيير في استراتيجيتها المتبعة في سورية منذ سنوات على ضوء التهديد المستمر لنفوذها العسكري من الجانب الإسرائيلي وتعرضت طهران وحزب الله لضربات قاسية في الآونة الأخيرة في مناطق سيطرة النظام وصلت إلى حد قطع الإمداد بين سورية ولبنان فضلا عن مقتل قياديين بارزين إيرانيين وآخرين من حزب الله بضربات طاولت أماكن اختبائهم في دمشق وريفها وفي منطقة القصير غربي حمص وسط البلاد وتشير المعطيات الميدانية إلى أن الميلشيات الإيرانية في عموم سورية باتت في مرمى الطيران الإسرائيلي الذي قصف أخيرا ريفي حلب وإدلب ما يدفع إيران ربما إلى إعادة تموضع هذه الميلشيات على ضوء الخطر الداهم الذي يلاحقها وتنتشر هذه المليشيات في أغلب مناطق سيطرة النظام لا سيما في محيط دمشق وريف حمص وجنوب حلب ودير الزور شرقا وتدمر في قلب البادية السورية ولإيران وجود واضح في مراكز البحوث التي تطور أسلحة مختلفة وصواريخ وتصنع طيرانا مسيرا ووفق المعارضة السورية فإن هذه المليشيات تتخذ من المقرات العسكرية التابعة للنظام ستارا لها خصوصا جنوبي البلاد وهو ما يفسر استهداف الطيران الإسرائيلي لعدة فرق في قوات النظام على مدى سنوات ويعتقد أن طهران تتحكم بمفاصل القرار الأمني والعسكري في سورية عن طريق الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد والتي تعرضت حواجز لها في ريف حمص لقصف إسرائيلي قبل أيام في رسالة واضحة مفادها بأن تقليص النفوذ الإيراني في سورية بات من أولويات السياسة الإسرائيلية التي ربما تصب بمصلحة النظام الذي يحاول الاستجابة للمطالب العربية بالحد من هذا النفوذ في سورية مقابل المزيد من التقارب معه طهران تعيد التموضع في سورية تعليقا على زيارة وزير الدفاع الإيراني إلى دمشق قال الباحث المواكب للوجود الإيراني في سورية ياسين جمول لـالعربي الجديد إن طهران قامت بالفعل بإعادة تموضع مليشياتها في سورية مع اشتداد الضربات الإسرائيلية عليها أخيرا مضيفا مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى السلطة في الولايات المتحدة أجد من الطبيعي أن تتحرك طهران لحماية مليشياتها لأنها مشروعها في سورية والمنطقة وتابع مع الضربات الثقيلة على حزب الله في لبنان تبقى المليشيات الإيرانية في سورية هي الذراع الأقوى فإيران من جهة تحاول التخفيف من خسائر الضربات الإسرائيلية والأميركية المتوقعة وكذلك تحاول تقوية أذرع أخرى يمكن تهيئتها بدلا من حزب الله ورأى أن الأسد لا يجرؤ على الطلب من الإيرانيين سحب قواتهم ومليشياتهم من سورية مضيفا لكن يمكن أن يدخل في مساومة معهم بحجة أن الدول العربية تدفع لي مقابل إخراجكم فماذا لديكم أنتم نظام الأسد متمرس في مساومات كهذه رشيد حوراني زيارة وفد عسكري إيراني لدمشق رسالة أن حضور إيران العسكري مستمر في سورية إلى ذلك أوضح الخبير العسكري رشيد حوراني في حديث مع العربي الجديد أن النظام والجانب الإيراني وقعا في العام 2020 اتفاقية شاملة للتعاون العسكري بينهما وسبق ذلك توقيع اتفاق للتعاون العسكري في العام 2006 ضد التهديدات المشتركة وتابع بناء على هاتين الاتفاقيتين يمكن القول إنه لن ترد في ذهنية النظام الإيراني مسألة الانسحاب من سورية أو النزول عند ما تسعى إسرائيل لتحقيقه من تحجيم أو إنهاء للنفوذ الإيراني في سورية ورأى أن زيارة وفد عسكري إيراني إلى العاصمة السورية دمشق يترأسه وزير الدفاع في هذا التوقيت رسالة إيرانية لكل الأطراف أن حضورها العسكري مستمر في سورية على الرغم من كل الخسائر البشرية والمادية وأعرب عن اعتقاده بأن من أهداف زيارة الوفد العسكري توزيع الأدوار بين النظام ووحداته العسكرية وبين المليشيات الايرانية على الساحة السورية والاطلاع على ما سمعه الأسد من الدول العربية خلال القمة الأخيرة التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض قبل أيام ومن ثم وضع الخطوات اللاحقة مضيفا طهران بصدد الاستفادة القصوى من الاتفاقيات المبرمة مع نظام الأسد فإيران تقونن كل تدخلاتها في سورية ومنها الجانب العسكري