زهرة فرساي كما لو أنها ليدي أوسكار
خمسة عقود مرّت على صدور مانغا زهرة فرساي (The Rose of Versailles) لريوكو إيكيدا، و45 عاماً على عرض الأنمي الذي شكّل تحولاً درامياً في طريقة تمثيل الجندر والعاطفة والسلطة في ثقافة الشوجو (الفتيات)، والمانغا والأنمي عموماً. كانت ليدي أوسكار ثاني بطلة متجاوزة للجندر بعد الأميرة ياقوت، والأولى بأبعاد نفسية معقدة.
اليوم، تعود أوسكار إلى الشاشة عبر فيلم أنمي طويل من إنتاج MAPPA، عُرض في اليابان بداية 2025، ثم عرض على منصة نتفليكس. يعيد الفيلم سرد أحداث المانغا الشهيرة باختصار شديد، وهو أمر طبيعي لاختلاف التوقيت بين صفحات المانغا، و40 حلقة أنمي، وبين ساعتين. ولكن بدلاً من التركيز على نقطة ثقل معينة، يركز زهرة فرساي على سرد كل القصة بسرعة. يتنقل السرد بين حياة البلاط الفرنسي من خلال ماري أنطوانيت، وصراع أوسكار الداخلي، وصولاً إلى الثورة الفرنسية. لكن هذا الانتقال لا يحدث بسلاسة درامية، بل يُشعر المشاهد بانقسام العمل إلى كتلتين متتاليتين، وليستا متداخلتين: واحدة بصرية ترفية تدور في القصور، بطلتها ماري أنطوانيت، وأوسكار فيها مجرد شخصية ثانوية، والكتلة الثانية عن الثورة، إذ ستكون أوسكار هي البطلة وأنطوانيت تفقد أهميتها في هذا الجزء.
في الكتلة الأولى، تُظلم شخصية أوسكار؛ فتظهر منذ اللحظة الأولى امرأةً محترمة، تُعامل بندّية داخل الحرس الملكي، ولم نعرف كيف وصلت إلى هذه المكانة، وكيف جرى تجاوز كونها أنثى لمنصب كهذا. نفسياً، لا نرى أثراً واضحاً للتمزق الداخلي أو العنف النفسي الناتج عن تربيتها كرجل. لم تُعرض لحظة انكسار أو سؤال وجودي حول الجندر كما في المسلسل، بل طُرحت بطلة جاهزة منذ البداية، لا تصارع هويتها ولا تتحدى السلطة من داخلها. حتى الجملة الرمزية لماذا أشعر بهذا؟، التي تتشاركها أوسكار وماري أنطوانيت، مرّت سطراً شعرياً فارغاً من التوتر الكويري الذي كانت تلمّح له في النسخة الأصلية.
عُرضت أوسكار وأنطوانيت بوصفهما امرأتين متماثلتين وضعتا في سياقات مختلفة. كلتاهما نبيلتان، وتعيشان دوراً مفروضاً. وفي مشهد يلقن المتلقي مباشرةً هذا التماثل: تقول كل من الامرأتين الجملة نفسها بسبب الحب الذي
ارسال الخبر الى: