زمن النشأة

30 مشاهدة

الخلاف حول النشأة في الرواية العربية لم يعد يتعلق بالزمن الذي بدأت فيه الرواية، هل نعود إلى فرانسيس المراش، أم إلى حديث عيسى بن هشام أم إلى زينب ومحمد حسين هيكل، أم نعود إلى نجيب محفوظ وحده الذي قدم لنا رواية فنية متكاملة؟ فكلّ واحد من مؤرخي الرواية، أو نقادها يرغب في هذه التسمية أو تلك، ولكن ثمة مسألتان لا يمكن تجاوزهما؛ الأولى هي ما النفع من العودة إلى كاتب لم يترك أي أثر بروايته، في الثقافة العربية؟ أو في تراث الرواية العربية. فرواية فرانسيس المراش غابة الحق لم تعرف في الأوساط الثقافية العربية، إلا في النصف الثاني من القرن الماضي، ورواية الدين والعلم والمال لفرح أنطون لم تسمع بها الثقافة العربية المعاصرة، ولا أي روائي عربي من قبل، كما أن رواية حديث عيسى بن هشام لمحمد المويلحي، مضت من دون أن تترك في المجال الروائي العربي أي أثر فني أو تقني، وحال رواية زينب لهيكل لا يختلف عن حال الروايات السابقة، فلها سبق زمني محدد بسنة النشر، بينما تنقطع آثارها تماماً في جميع الروايات التي جاءت من بعدها، أي تنقطع في ثقافة الروائي العربي وتكوينه. لكن يبقى لكل واحدة من هذه الروايات، شرف الريادة، أو السبق الزمني.

ما النفع من العودة إلى كاتب عربي لم يترك أي أثر بروايته

أما المسألة الثانية فهي تتعلق بالمصدر الذي تأثرت به الرواية العربية. معظم الروائيين العرب يميلون إلى الاعتراف بتأثير الرواية الغربية في إنتاجهم الأدبي، ولدى كل روائي من الجيل الأول مثل نجيب محفوظ، وحنا مينه، وعبد الرحمن الشرقاوي، مراجع معروفة في الرواية الغربية، هذا صحيح في تقديري، والمشكلة التي يبدو أنها لا تتغير، هي أن قسماً كبيراً من القراء يمكن أن ينتقصوا من قيمة الرواية العربية، لأنها نشأت متأثرة بجنس أدبي غريب أو أجنبي. والخلاف هنا هو أن الروائي العربي لا يقول إن اتخاذ الرواية في الغرب نموذجاً هو المسار الإجباري، بل هو المسار الوحيد الذي وجده متاحاً في مرحلة النشأة

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح