زاوية مودة السفر وحقائبي الكثيرة

٦٢ مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل صحيفة المرصد

(المرصد)خاص

بقلم:ليان صالح
كنتُ أعيشُ بمدينة ما ببلد ما، وكان بعض الناس في هذه المدينة يعنون لي الكثير بل كانوا كلَّ شيء لي هناك، الزمان والمكان وكل الأشياء التي أُحب.
مضت السنون والأيام وبدأ يتكشف لي أن لاشيء قابل للتغيير مهما كانت الثوابت التي يملكها. ومع أن هذا التغيير كان قاسيا ومؤلماً فإنني لم أكن مقتنعة به ولا بأسبابه، وأنه ليس من الممكن أن يتغير المرء وأن يتنكر لمن يحب مهما كانت الأسباب.
ومع أني فهمت هذا الواقع الجديد الغريب تماما عني فإنني كنت لا أزال غير مقتنعة ورافضة تماماً لهذا الجديد الغريب وأرفض التعايش معه.
دقت ببالي حينها كالناقوس كلمات للشاعر الكبير محمود درويش عندما قال في إحدى قصائده: ذهب الذين تحبهم فإما أن تكون أولا تكون.
كان الذهاب بالنسبة لي ليس بالمعنى الذي أراده محمود درويش، فالذهاب ليس بالموت أو الهجرة فقط، بل إنه يمكن أن يكون أقسى، عندما يتغير ويتبدل المرء وهو لايزال في مكانه ولايزال يشاركك في كل الأشياء أو بعضها، فإن هذا الذهاب أقسى وأمر من الموت بعينه ومن السفر، إذ لايقف فيهما الأحباء أمامنا، لكنهم معنا بأرواحهم بكل التفاصيل التي نعيشها.
وأصبح معنى الكينونة لي والحال هذه، أن أغادر، أن أرحل من هذا المكان إلى حيث لاعودة.
لملمتُ كل أشيائي ووضعتها في حقائب بأحجام مختلفة اتسعت هذه الحقائب بأعجوبة لكل تلك الأشياء، لكنها لم تتسع بأي حال من الأحوال لكم هائل من الذكريات، لم تتسع للفرح والحزن اللذين عشتهما هنا، ولا للأيام الجميلة التي قضيتها مع كل الذين أحببتهم بهذا المكان
المهم أنني نجحت أخيرا في جمع أمتعتي وأصبحت غرفتي فارغة أو نصف فارغة.
وظننت أنني أرحت نفسي من عناء كبير ولم يبقَ غير القليل من هذه الرحلة، إلا أن هذه الراحة كانت بداية المشقة، فلا يعني أنني هيأت نفسي للرحيل أنني سأرحل فعلا وباللحظة التي أحددها فكان لابد من أن يقلني أحد إلى بلادي. وبدأت أبحث عن سيارة أجرة خاصة بالسفر إلا أن

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة المرصد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح