ريمة المنسية جارة السماء وبستان الملائكة 1

٥٤ مشاهدة
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل صحيفة المرصد

(المرصد)خاص

بقلم:زين العابدين الضبيبي
سلسلة مقالات عن ريمة سأنشرها تباعًا
جَبين الأرض
ريمة جارةُ السماء وبستان الملائكة، تستلقي كحديقةٍ معلقةٍ بين السماء والأرض، وكأنها عاصمة الغيم الدائمة والفاتنة، لكل بيتٍ في ريمة حكايةٌ مع الغيم، وأحاديث لا تنتهي مع النجوم! ففي أثناء الصعود إلى جبينها تنفر منك العين كظبيةٍ في بَرارٍ عذارَى، وجناتٍ متراميةٍ، فيما يَركضُ القلبُ كحصانٍ هاربٍ من عوادم المدن ووحشة الأسفلت.
كلما تعمّقتَ أكثر فيها، تفجّرت أمام عينيك ينابيع من الخضرة والغيوم التي لا تستقرُّ على صحو ولا تتعب من الصعود والهبوط، وكأنك في سباق معها. تتشكل تارة بما يشبه عمامة على رأسك، وتتراءى تارةً أخرى - أسفلَ منك - كسجادةٍ سحريةٍ مستعدةٍ للطيران، فيما تمشي معك وتلتحم بك تارة ثالثة، فلا تفرّق بين بَياضها وبَياض قلوب أهالي ريمة البسطاء في سلوكهم وملابسهم وحياتهم العادية.
رَيمة.. الجنة المجهولة أو المُتَجَاهَلَة المُهمَلَةُ، والملهمة الفريدة، التي تمنحك في كل منعطف عناقًا، وتختطف -دون تكلفٍ- شهقةً من أقاصي روحِك، كأنك ترى الأرض لأول مرةٍ، أو كأنك هبطت إليها من كوكبٍ آخر. في ريمة ستجد الأرض غيرَ الأرض، البيوت التي ينبت الورد من شقوق جدرانها غيرَ البيوت، والخُضرةَ غيرَ الخُضرة، كل شيءٍ مختلفٌ فيها ومتفردٌ، لن تجد مثله في أي مكان أو بلاد.
أما تسميةُ عاصمة المحافظة بالـجَبِين، فلم تأتِ من فراغٍ، إذ أن من يصعد إلى قمتها لن يساوره شكٌ في أنه يقف على جبين الأرض وذروة شواهقها. أما من يتجول فيها فسيشعر أنه ينفذ من غيمة إلى أخرى، لا مِن حارة إلى أخرى، فلا وجود للحارات والأحياء ولا لما يشبه الحياة التي نعيشها في المدن؛ لأن كل بيتٍ فيها، أو سلسلة بيوتٍ ملتصقةٍ ببعضها، تلوح أمام عينيك على صخرة أو جرفٍ هارٍ واقفة بشموخٍ وكبرياءٍ فريدَين، وكأنها نبتت وتشكلت مما تقف عليه، حد ظنك أن لا علاقة للإنسان في تكوينها أو هندسة ملامحها.
وإن كانت الجَبين هي العاصمة، التي من المفترض أن تتوافر فيها أبسط الخدمات، إلا أنك تذهل

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع صحيفة المرصد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2024 يمن فايب | تصميم سعد باصالح