ريبال ملاعب اللون في قوامه الأصلي

22 مشاهدة

اللون هو كلمة السرّ أو المدخل الأنسب لفهم عالم الفنان ريبال جميل ملاعب، الذي يتعامل معه بوصفه عنصراً مستقلّاً نسبياً عن التشكيل، حيث تتوزّع في لوحاته التدرّجات الطيفيّة على مساحات واسعة، مندمجة مع فروق دقيقة تكشف حساسيته تجاه الضوء والملمس. في معرضه الجديد الانسياب في النور، المتواصل في غاليري صالح بركات حتى الثاني من الشهر المُقبل، يستكمل التشكيلي والموسيقي (بيصور، 1992) المُقيم في سويسرا مشواره العالمي من بوابة بيروت هذه المرّة، بعد معرض فردي أول له فيها عام 2021 احتضنه حينها غاليري جانين ربيز.

لا ترسم فرشاة ريبال ملاعب أشكالاً واضحة بقدر ما تُهيّئ غِلالات شفّافة متحرّرة من ثقل الشكل التقليدي. هذا الخيار الجمالي، النادر نسبياً في المشهد التشكيلي اللبناني الشاب، يضع تجربة ملاعب في حوار غير مباشر مع تجارب سابقة، مثل مائيات عفاف زريق المتخفّفة، أو مقاربات هلن الخال اللونية في ستينيات القرن الماضي، وربما مع تجريدية صليبا الدويهي، وإن كان الأخير أكثر كثافة. غير أنّ ملاعب يعيد صياغة سؤال اللون والضوء من موقع معاصر، أكثر ميلاً إلى السيولة والانسياب.

/>
تأمّل الوجود من بوابة الضوء (من المعرض/ العربي الجديد)

تتوهّج لوحة ريبال ملاعب بضوء قوي يذكّر ببعض تقنيات التصوير الفوتوغرافي التي تُكثّف الإضاءة داخل الصورة. هذا اللمعان يعيدنا إلى مقولة تيرنر الشهيرة: الضوء هو بالتالي لون، وإلى ما قيل عن أعمال تيرنر بوصفها تجربة بصرية صادمة. في تقديمها للمعرض تكتب الفنّانة والقيّمة إيمي تودمان: لوحات ملاعب هي صور للحركة، وملاحظات عن السماء المتغيّرة من النهار إلى الليل، بهدوء يمتدّ من يوم إلى آخر، ومن فصل إلى فصل. تمتد ضربات فرشاته عبر مساحات القماش، أحياناً بوضوح، ويبدو اللون مسرعاً لكنه في الوقت نفسه رقيق، ملتقطاً ما أمامه، ومحوّلاً سعة الطبيعة إلى مقاييس كبيرة اختارها بعناية.

غِلالات شفافة تتحرّر من ثقل الشكل وتكشف حساسية تمثيل الضوء

من هذا المنظور، يمكن فهم تعامل ملاعب مع الضوء بوصفه حالة إدراكية قبل أن يكون ظاهرة بصرية. فاللوحة تتجنّب رسم الأشكال المباشرة، مكتفية

ارسال الخبر الى:

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2016- 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح