روزنامة الكرة الأوروبية بين وفرة الأهداف واستنزاف الأجساد
يواصل الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، وكذلك الاتحاد الأوروبي يويفا، إقرار العديد من التغييرات على مستوى المنافسات، سواء الخاصة بالمنتخبات أو الأندية، وذلك لأهداف تجارية وتسويقية بالدرجة الأولى. ويأتي هذا التوجه في محاولة لزيادة حجم المداخيل عبر استغلال الشعبية الجارفة للعبة، ورصيد النجوم الكبار المنتشرين في القارة العجوز، والذين يمثلون عامل جذب جماهيري وإعلاني ضخم في مختلف البلدان.
وجاءت هذه التغييرات لتؤثر بشكل مباشر على واقع الكرة في أوروبا وبدرجة أكبر على اللاعبين، خصوصاً مع المنتخبات والأندية الكبرى. فقد بات العديد من النجوم يخوضون خلال خمس سنوات عدداً من المباريات يعادل ما لعبه أساطير سابقون طيلة مسيرتهم الرياضية، ويعود ذلك إلى استحداث بطولات جديدة، آخرها كأس العالم للأندية بنظامها المعدّل كمسابقة مغلقة تضم 32 فريقاً، والتي احتضنتها الولايات المتحدة الأميركية لأول مرة بين أواخر يونيو/حزيران ومطلع يوليو/تموز الماضيين، حيث توّج نادي تشلسي الإنكليزي باللقب.
أما على مستوى المنتخبات، فقد تم التخلي عن المباريات الودية التقليدية لصالح بطولة دوري الأمم الأوروبية، التي أراد الاتحاد القاري من خلالها رفع القيمة التنافسية للمواعيد الدولية، وقد شهدت النسخة الأخيرة تتويج منتخب البرتغال باللقب، عقب فوزه على منتخب إسبانيا في النهائي الذي أقيم على ملعب أليانز أرينا بمدينة ميونخ مطلع شهر يونيو/حزيران المنصرم.
وجاءت هذه التغييرات لتمنح اللاعبين، ولا سيما المهاجمين منهم، فرصة خوض عدد أكبر من المباريات، وبالتالي رفع حصيلتهم التهديفية والسعي وراء تحطيم الأرقام القياسية. وقد ساهمت هذه الروزنامة المزدحمة فعلياً في إعادة ترتيب قائمة الهدافين على الساحة الدولية خلال الآونة الأخيرة، ففي نافذة فيفا الخاصة بشهر سبتمبر/أيلول الجاري، سقطت أرقام ظلت صامدة لسنوات، بعدما نجح نجم ريال مدريد، الفرنسي كيليان مبابي (26 عاماً)، في بلوغ هدفه الدولي رقم 52، متجاوزاً أسطورة الديكة ونادي أرسنال الإنكليزي السابق، تيري هنري (48 عاماً)، الذي ظل رقمه قائماً لأكثر من عقد. وكان الرقم قد كُسر من قبل على يد هداف ليل، الفرنسي أوليفييه جيرو، الذي توقف رصيده عند 57 هدفاً، وهو السقف الذي يسعى مبابي إلى
ارسال الخبر الى: