روح سبتمبر وأمان الشعب عبدالله المنيفي

٢٥٩ مشاهدة
في الذكرى الـ34 لتأسيس التجمع اليمني للإصلاح لا زلت أتذكر أجواء التأسيس وأنا طالب في المرحلة الإعدادية أشاهد رجالا وشبابا من منطقتنا يذهبون إلى العاصمة صنعاء للمشاركة في حفل الإشهار لحزب سياسي يمني سيكون علامة فارقة في الحياة السياسية اليمنية لم يأت الإصلاح من الأبراج العاجية ولم يتخلق في قصور السلطة بل نبت من التربة اليمنية ولذلك فقد كان مهيبا في حضوره من أول لحظة كانت شاهدة على ميلاد عهد جديد عرفت فيها البلاد الحياة السياسية التعددية والديمقراطية لأول مرة بشكل حقيقي منذ قيام النظام الجمهوري ولعل العبارة التي أطلقها الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام الدكتور عبد الملك منصور في المؤتمر العام للإصلاح عام 1998 تختصر ظروف هذه النشأة حينما قال إن الإصلاح حزب ولد عملاقا ذلك أنه جاء للحياة امتدادا للحركة الإصلاحية اليمنية المعبرة عن هوية الشعب وعقيدته وحضارته هذا العملاق الوطني الشامخ لم يكن مستعليا ولم يطلق خطابا متغطرسا لأنه من الشعب وللشعب معبرا عن آلامه وآماله وتطلعاته وصل الإصلاح إلى كل مدينة وقرية وحي ومنزل بالوسائل المشروعة والطرح الواقعي والخطاب الوطني المنتمي إلى عقيدة الشعب وهويته دخل إلى البيوت عبر وسائل الثقافة والمعرفة بواسطة الصحف والمجلات والمطويات الصحفية المتواضعة حمله مشايخ ومعلمون وطلاب متنورون حملة مشاعل التنوير في المجتمع دخل الإصلاح إلى القرى النائية فكان بردا وسلاما وفي مواجهته السياسية كان سلاحه الحوار والتواصل فكان بحق أمانا للوطن وللشعب أسرد هذه المشاهدات التي أحمل قصصها وذكرياتها طوال أكثر من ثلاثة عقود وأنا الذي استهواه الحزب بديناميكية شبابه وإصرارهم وعزمهم على النضال وحبهم للمجتمع والناس كما استهواه حبهم للعلم والتعلم والثقافة والفنون التي وإن بدأت بسيطة لكنها ظلت تنمو وتتسع حتى أصبح الإصلاح أحد روافد الفن في اليمن هذا الفن الذي أسهم لاحقا في المعركة الوطنية ضد مخلفات الإمامة وحراسة الهوية الوطنية وقيم الجمهورية وثورة 26 سبتمبر وفي الحياة السياسية كان الإصلاح أحد أبرز فرسانها فعقد التحالفات الحزبية وأسهم في إثراء العمل السياسي والنقابي والجماهيري باذلا وسعه في ترسيخ تجربة ديمقراطية حقيقية وإن يمكن أن ينسى شيء فلا يمكن أن ننسى العمليات الانتخابية التي أضفى عليها الإصلاح ديناميكية وحراكا تنافسيا ديمقراطيا رغم اختلال الموازين والأرض غير المهيأة ولكنه بضميره الوطني وحرصه على اليمن والشعب منحها روحا لعلها تنمو وتزدهر وتكون بوابة أمان تحفظ دماء اليمنيين وأمنهم واستقرارهم وطوال مسيرته السياسية والنضالية كان الإصلاح جمهوريا سبتمبريا بل الحارس المخلص والأمين للنظام الجمهوري فقد كان سبتمبر حاضرا في وجدانه وفي إعلامه وكان قادته يواجهون أفكار مخلفات الإمامة بكل السبل وقد كان لصحيفة الصحوة الناطقة باسم الحزب دورها البارز في هذه المواجهة في حين كانت أفاعي الفكر الإمامي تحشد كل إمكاناتها في محاولات بائسة لتشويه الإصلاح لم يكن الإصلاح في جمهوريته وحمله قيم ومبادئ سبتمبر يرفعها مجرد شعارات بل ترجمها واقعا وجسدها بكل ما أوتي من قوة وعمدها بالدماء الزكية والتضحيات الباذخة فكان حصن الجمهورية وركنها حين خرجت حشود الظلام الإمامية الكهنوتية بفكرها السلالي البغيض وتمثل الإصلاح مبادئ وأهداف ثورة 26 سبتمبر وهو يعلن بوضوح انحيازه للشعب وإرادته الحرة وللشرعية والجمهورية فانخرط رجاله وشبابه للدفاع عن كرامة اليمنيين وهويتهم واستنفر الحزب كل طاقاته في المعركة الوطنية وباتت وسائل إعلامه رأس حربة في مواجهة مخلفات الإمامة والمشروع الإيراني وهو مع كل ذلك يبذل جهوده لتلاحم القوى الوطنية وتحشيدها للقضية الوطنية والنضالية التي هي امتداد لنضالات أحرار 26 سبتمبر لا يحتاج الإصلاح إلى إثبات لهذا السلوك المعبر عن نهجه الوطني وخطه الجمهوري وحضوره الشعبي فكل ما على الأرض يشير إلى أنه يد حانية على الشعب وروح فدائية عن ثوابته ومكاسبه وكتلة مناضلة على درب الآباء السبتمبريين وكيان ينتمي لليمن وللأمة العربية وهي في مواجهة مشروع إيران وفي كل مرة ونحن نحث الخطى في السير إلى يوم 26 سبتمبر يوم اليمن الأغر الذي أخرجهم من ظلمات الإمامة إلى نور الجمهورية يحتشد اليمنيون من أول أيام شهر سبتمبر معبرين عن احتفائهم باليوم الذي صنع أشعته الأبطال يحتفلون بكل الصور والطرق رغم ما يواجهونه وفي منتصف هذه المسافة الزمنية وتحديدا في 13 سبتمبر يحتفون بالإصلاح في ذكرى تأسيسه الإصلاح الحزب السياسي والكيان الجمهوري الوطني والمصلح الاجتماعي والتجمع الشبابي والطلابي وكل ما يمت إلى الحياة بصلة وكأن الإصلاح هو الطريق إلى يوم 26 سبتمبر حتى خفافيش الظلام الإمامية تدرك ذلك جيدا فكانت أولى سهامها موجهة نحو الإصلاح ولا أنسى أن الجلاد الحوثي السلالي الذي كان يستشيط غضبا على صحفي مختطف وتحت التعذيب في سجون الإمامة في إحدى ليالي شتاء 2016 وهو يقول لولاكم الإصلاحيون كان الأمر انتهى ما سبق مجرد مشاهدات والتقاطات ومشاهد لتاريخ حزب ومحطات نضاله وعزمات شبابه في الميادين ولا يعني ذلك أن هناك جوانب إخفاقات وقصور محكومة بالظروف والأحداث على المستوى الوطني والإقليمي لكننا على يقين أن الإصلاح قادر على القيام بالتقييم والمراجعات التي تصوب مسيره الوطني وتتجاوز عوامل الإخفاق والقصور قدر الإمكان التهاني إلى كل إصلاحي وإصلاحية على امتداد الأرض اليمنية في ذكرى تأسيس حزبهم العريق وإلى مناضليه الميامين في كل الميادين وإلى أسر الشهداء والمختطفين والجرحى والتحية لكل رجاله وعلى رأسهم القائد المناضل الجسور الأستاذ محمد قحطان آملين أن تحل الذكرى القادمة وهو بين إخوانه قيادات الإصلاح والعمل السياسي في البلاد كما هو في قلوب الملايين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع الصحوة نت لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 يمن فايب | تصميم سعد باصالح