ثورة رقمية في مأرب نظام ضريبي ذكي يقضي على البيروقراطية ويكشف المتهربين هل ينتشر في باقي اليمن

في خطوة تاريخية وسط تحديات الحرب اليمنية، نجحت محافظة مأرب في إطلاق ثورة حقيقية بالنظام الضريبي تضع حداً للبيروقراطية المعقدة وتكشف المتهربين بتقنيات ذكية. المحافظة التي تضم آلاف المنشآت وملايين النازحين، باتت اليوم رائدة في التحول الرقمي بفضل نظام النافذة الموحدة المتطور.

كشف عبده شملان، مدير عام مكتب الضرائب بالمحافظة، عن انطلاق حزمة إجراءات تحديثية شاملة تهدف لتطوير الأداء المؤسسي عبر الربط الإلكتروني والتبسيط الإداري. وأكد شملان في تصريحات خاصة أن المكتب شرع فعلياً في تطبيق التحول الرقمي الشامل لتعزيز الشفافية ومكافحة التهرب الضريبي.

يتيح النظام الجديد للتجار والمكلفين إنجاز كافة معاملاتهم الضريبية في موقع واحد، مما يُسهم في تسريع الدورة المستندية ورفع مستوى الرضا بشكل ملحوظ. وفي خطوة متقدمة، يتجه المكتب قريباً لإطلاق تطبيق إلكتروني يُمكن المكلفين من إنجاز معاملاتهم عن بُعد.

كشف المتهربين بآلية ذكية:

• تطبيق استراتيجية قانونية متدرجة تبدأ بالتوعية الميدانية
• تفعيل الخط الساخن للتواصل المباشر والإبلاغ
• إصدار إنذارات قانونية في المراحل المتقدمة
• الإحالة للجهات الأمنية والقضائية في حالات المخالفات الجسيمة

على صعيد التوسع الجغرافي، شهدت مديرية حريب تفعيل فرع المكتب ليشمل كافة أنواع الضرائب بعدما كان مقتصراً على ضريبة القات فحسب، وذلك بالتنسيق مع السلطة المحلية لتعزيز التغطية الضريبية وتحسين الإيرادات العامة.

أشار شملان إلى أن القوة الحقيقية للتحول تكمن في العنصر البشري، حيث تم القضاء على الأمية الإلكترونية بين الكوادر تماماً، وأصبح جميع الموظفين مؤهلين لاستخدام الأنظمة الحديثة مع التدريب على التخطيط الاستراتيجي واتخاذ القرار.

تُعتبر مأرب من المحافظات الرائدة التابعة للحكومة المعترف بها دولياً التي طبقت نظاماً ضريبياً متكاملاً يسمح للمكلفين باستعراض حساباتهم بالكامل، شاملة الإقرارات والربط والتحصيل في إطار من الوضوح التام.

هذه الإنجازات تحققت بدعم مباشر من عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة، وبإشراف رئاسة مصلحة الضرائب، ضمن جهود الحكومة اليمنية لتعزيز الإيرادات غير النفطية وتفعيل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة.